التقنيات الرقمية واحتواء انتشار فايروس كورونا
السفير الدكتور موفق العجلوني
02-05-2020 04:17 AM
انبثقت عن مجموعة العشرين G 20 عدد من منتديات الحوار والتي تهدف الى رفد قمة زعماء وقادة المجموعة بمساهمات وتوصيات وذلك من خلال التغذية الراجعة من عملية الحوار مع المنظمات من جميع أطراف المجتمع في الفترة التي تسبق قمة القادة السنوية لمجموعة G20. وبالتالي هذه فرصة لممثلي الشركات والعلوم والمنظمات غير الحكومية ومجالات المجتمع الأخرى لتقديم مساهماتهم وتوصياتهم إلى مجموعة العشرين G20.
وتعتبر هذه المجموعات التالية بمثابة منتديات للحوار:
20 T: منتدى الحوار مع مراكز الفكر
B20: منتدى الحوار مع مجتمع الأعمال الدولي
S20: منتدى الحوار مع العلوم
C20: منتدى الحوار مع المنظمات المجتمع المدني
L20: منتدى الحوار مع ممثلي النقابات والعمال
W20: منتدى الحوار مع النساء
Y20: منتدى الحوار مع الشباب
وفي ضوء ما يمر به العالم من تحديات خطيرة و مقلقة " للكبار قبل الصغار "، و للبحر قبل البر ، و للعالم قبل الجاهل ، و للدول المتقدمة قبل الدول الأقل تقدماً ، و للعالم الرابع قبل العالم الثالث بسبب جائحة فايروس كورونا ( كوفيد ١٩ ) ، فقد صدر بيان من مجموعتي الحوار السعوديتين B20 وS20 في مجال الاعمال الدولي و مجال العلوم حول التقنيات الرقمية استجابةً لهذه الجائحة ( كرونا ) . وتضمن البيان معطيات هامة لا بد من الاخذ بها على جناح السرعة لمواجهة الانتشار السريع لفايروس كورونا، وخاصة في ضوء اعتماد الحكومات والشركات بشكل متزايد على التقنيات الرقمية لدعم المجتمعات والمواطنين، حيث أصبحت النظم الرقمية شريان الحياة لجميع الشركات والمؤسسات الحكومية والخاصة إلى جانب الخدمات الصحية حيث أنها أصبحت تشكّل الركيزة الأساسية لاحتواء انتشار فايروس كورونا وإيجاد الامصال اللازمة للقضاء عليه.
وكما هو معلوم فقد التزم قادة مجموعة العشرين في مؤتمر القمة الاستثنائية التي عقدت في مدينة الرياض في المملكة العربية السعودية في ٢٦ اذاد /مارس وبرئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ال سعود حفظه الله ، بالقيام بكل ما يلزم واستخدام جميع أدوات السياسة المتاحة للحد من الأضرار الاقتصادية والاجتماعية الناجمة عن الوباء، واستعادة النمو العالمي والحفاظ على استقرار السوق وتعزيز المرونة، وكذلك العمل معاً لزيادة تمويل جهود أبحاث وتطوير اللقاحات والأدوية ،والاستفادة من التقنيات الرقمية، وتعزيز التعاون الدولي العلمي . في ضوء أن التقنيات الرقمية تساعد بشكل كبير على احتواء الوباء وتقليل الآثار الاجتماعية والاقتصادية الناتجة عنه.
وكان أبرز ما جاء في هذا البيان:
• يجب أن تبذل الدول الأعضاء في مجموعة العشرين جهوداً لتمتين البنية التحتية الرقمية الشاملة، والمرونة في اقتصاد كل واحدة منها من أجل تقليل التأثير الاقتصادي والاجتماعي للوباء، والتكيف مع حياة المواطنين بعد الوباء، مع مراعاة احتياجات المجتمعات المحرومة رقمياً والهشة على الصعيد المالي.
• يجب أن تتضمن الإجراءات الفورية توفير خدمات الترفيه الرقمية وتخفيض استخدام النطاق الترددي وتذليل العقبات داخل الدولة الواحدة وبين الدول مثل المخاوف الأمنية المتعلقة بالتطبيقات (كخدمات التداول عن بعد عبر الفيديو) بالإضافة إلى عناصر البنية التحتية (مثل 5G).
• يجب أن تضمن دول مجموعة العشرين امتلاك الناس الأدوات اللازمة (أجهزة الكمبيوتر المحمولة والهواتف الذكية و/ أو الأجهزة اللوحية وما إلى ذلك) للوصول إلى هذه البنية التحتية. ويمكن للبنية التحتية الرقمية وبالتحديد تكنولوجيا 5G أن تؤدي دوراً أساسياً في التعافي الاقتصادي مستقبلًا وتغيير طرق عملنا وعيشنا.
• النهوض بتكنولوجيا المعلومات الرقمية وخاصة في مجال البنية التحتية الصحية الرقمية: مع انتشار وباء كوفيد-١٩، يمكن أن تشكل التقنيات الرقمية مثل تحديد مخاطر العدوى بمساعدة الذكاء الاصطناعي والطباعة ثلاثية الأبعاد وإنترنت الأشياء وآلية سلسلة الإمداد العالمية المعتمدة على اللوجستيات التجارية والذكية كأداة أساسية في دعم مواجهة المرض ومساعدة المرضى والعاملين في مجال الرعاية الصحية.
• يجب أن تتعاون مجموعة العشرين مع القطاع الخاص والمؤسسات البحثية في تطوير تقنيات المعلومات الرقمية التي ستساعد في تدابير الوقاية، مع الالتزام بمعايير الإشراف الجيد على البيانات.
• . إنشاء آلية موثوقة لمعالجة البيانات الآمنة: يعتبر تحليل البيانات الضخمة المتعلقة بحركة المواطنين وأنماط انتقال المرض والمراقبة الصحية أمراً بالغ الأهمية، خاصة في سياق توقّع الأوبئة واتخاذ القرارات المرتبطة بها، وبالتالي الحرص على عدم انتشار المرض على نطاق واسع.
• إنشاء آلية موثوقة تتيح للدول مشاركة البيانات لغرض مكافحة فايروس كوفيد-١٩، مع حماية خصوصية مالكي البيانات سواء أكانوا من الأفراد أو الشركات أو الحكومات.
• إزالة التحيزات القائمة بين الجنسين في مجموعات البيانات والخوارزميات للتخفيف من مخاطر تفاقم عدم المساواة.
• اتاحة هذه البيانات المحمية بالخصوصية لجميع الشركاء ليستخدموها بالصورة المناسبة بما في ذلك البحث على المدى الطويل.
• تعزيز الأمن الغذائي من خلال تعزيز كفاءة الذكاء الاصطناعي وتحسين تشارك المعلومات والبيانات وتسهيل الوصول إلى البنية التحتية الرقمية.
• تعزيز وتنسيق تنمية المهارات الرقمية الشاملة وتنسيق الجهود العالمية لتحسين مستوى التدريب على المهارات الرقمية من خلال اعتماد المعايير العالمية الموصى بها لمحو الأمية الرقمية وتعزيز المهارات والجهوزية للتدريب والمراقبة والتصديق. وبذل الجهود لتسهيل وصول الجميع إلى التقنيات الرقمية استعداداً للتحول الحتمي في العمليات التجارية المتكاملة تكنولوجياً وأنظمة توفير التعليم المتقدمة تقنياً، إضافة إلى توفيرها مجاناً للمستبعدين رقمياً.
• تسريع التغييرات التنظيمية التي يجري تطبيقها في مجالات مثل التشغيل البيني واعتماد الخدمات النقدية المتنقلة واستخدام الهويات الرقمية والخدمات المالية الرقمية بشكل عام.
وبالتالي حان الوقت لتعّجّل الدول بالتحول الرقمي بطريقة مسؤولة بيئياً. ومن شأن جهود التعاون المنسقة والعاجلة وحدها أن تحّدّ من التأثير الاجتماعي والاقتصادي لكوفيد-١٩ وتقصير المدة اللازمة لإنعاش الاقتصاد العالمي في مرحلة ما بعد الوباء.
وحقيقة لا بد من الإشارة في هذا المجال ونحن نتحدث عن دور التقنيات الرقمية وازمة كورونا، الى توجيهات جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين حفظه الله باتخاذ كافة الإجراءات التقنية لمواجهة هذه الجائحة من اجل حصر وعدم انتشار فايروس كورونا. وكان للأردن الدور الكبير في التحول الرقمي الدي انتهجه الأردن وطبقة في معالجة ازمة المصابين وحصر الوباء. علاوة على قيام جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين حفظه الله بالاتصال بعدد من زعماء العالم، وعلى راسهم اخية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ال سعود ملك المملكة العربية السعودية الشقيقة حفظه الله للتنسيق والتشاور والتعاون لمجابهة واحتواء فيروس كورونا المستجد.