مقال الملك؛ العولمة والعمل الدولي المشترك قارب نجاة لشعوب العالم
حاتم القرعان
01-05-2020 09:15 PM
تتناغم الكلمات دلالاً فوق سطور التاريخ، تنصهر ودًا لملك القلوب أبى الحسين المفدى، وعند ذكره تتحول الكلمات إلى لُغة ذات سيمفونية وطنية، أنغامها تعبر لشعوب العالم أنه ملك الإنسانية، وجاء مقال جلالته الأخير يحمل دلالات ومعانٍ في بحور اللُغة، يُستنبط منها الكثير من الجمل، بعيدًا عن جغرافيته، ليذهب إلى ما هو أبعد وأعمق من التاريخ، وهي لغة الذات والروح وحياة النفس وحبور المشاعر ونفحات السعادة والصفاء، لكل إنسان في هذا العالم
العولمة تسعى دائما إلى عالم موحد وشامل يسخرها القاده لأجل الشعوب وقدم جلالة الملك في مقاله النموذج الأمثل للدوله الاردنيه كرؤيه واضحه أمام العالم أجمع في كيفية التعامل مع كافةالأحداث والنزاعات.حيث يدرك جلالته ثقافة الفكر لدى شعوب العالم وبرز دور الأردن في مجالات متعدده مثل المنازعات وخدمات .الانسانية
والنوايا السليمه اتجاه قضايا ومصالح الشعوب من خلال تعرضها للتطرف والعنف وسلب حقوقهم واحتواء شعوب نازحه بسب الاظطربات السياسيه في بلدانهم عندما حدد جلالة الملك طرق نجاة جديده للعمل المشترك وإعادة صياغة مفهوم العولمه وتطبيقها كحل لقضايا الإنسان في العالم جلها التعاون الدولي المشترك في محاربة كافة المتغيرات والأحداث.
التي عانا منها المجتمع الدولي .وان تاخذ لخدمة الشعوب دون التمييز بين الأعراق والديانات. وشددعلى التعاون الدولي المشترك لان الحل لا تستطيع دولة واحده محاربة كل الأحداث الطارئه،وجاء المقال خارطة طريق ووضعها امام صناع القرار السياسي والاقتصادي في العالم والوقت مناسب ليكون حافزا للتطبيق كي يبتعد العالم من التنافس إلى التعاون من أجل مصلحة الانسانيه.
وركز المقال تفعيل الحوار وتبادل المعلومه وإيجاد منصات خاصه لذلك وإزالة كافة الحواجز بين البلدان لخدمة الانسانيه بعيدا عن التمييز وتطبيق روح العداله المجتمعيه.
حيث تأتي العولمة وتطبيقها وصياغة وتحديث الرؤية لها
وإيجاد أطر قانونية للتطبيق وتاخذ مبدا المساواه والعدالة في كافة مناحي حياة الشعوب في العالم حيث مزقته متغيرات كثيره كالتطرف والإرهاب والجوع والفقر والبطاله بين ركائز المحتمعات ولبنته من الشباب المؤهل لكي يساهم فيخدمة الشعوب والإنسانية جمعاء.
واستلهم جلالة الملك التجربه الاردنيه الريادية في محاربة جائحة كورونا. وأعطى مثالا يحتذى به في إدارة الأزمات التي تعرض الأردن والتعافي منها ،والتخطيط الاستراتيجي العالي والمهنية في التعامل مع هذه الجانحه، حيث أثبت الأردن للعالم بانه قادر تحدي الصعاب ويتجاوز كافة الأزمات. بفضل حكمة وحنكة ملك الانسانيه.
إن رسالة الهاشميين وعلى مر التاريخ تتوارث في احفاد جدهم المصطفى عليه الصلاة و السلام تحمل روح العمل والإيمان المطلق لخدمة الانسانيه .وشعارها الإنسان اغلى ما نملك على صفحات التاريخ الهاشمي . واليوم تجلت في مقال جلالة الملك.كرساله ساميه على مدى الحياه رغم كافة المتغيرات والتحولات في العالم .
جاء مقال جلالة الملك إلى العالم أجمع برسم خارطة الطريق لإنقاذ العالم من شرور الوباء، والعمل على التكاتف والتوجه بعمل عالمي مشترك للقضاء على فيروس كورونا.
وأفاد جلالته أنه لا بد من توحيد الصف العالمي في مجابهة كل الظروف الذي تعاني منها شعوب العالم؛ من أوبئة وفقر ودمار للبيئة والإنسان، حيث بين التحديات الصعبة التي يشترك العالم بها من خلال التأثير على المجتمع الدولي.
إنّ أحد ركائز العمل الدولي المشترك العودة إلى نظام العولمة واستغلالها لخدمة شعوب العالم لتكون قارب نجاة للجميع، استراتيجية من أجل التغيير؛ هذه الاختلالات العالمية غير مقبولة أدبياً ولا تطاق سياسيا، والتغيير مطلوب ولكن الأمر لا يتعلق بتحقيق مخطط، بل سلسلة من التغييرات المنسقة على جبهة واسعة، بدءً بإصلاح أجزاء من النظام الاقتصادي العالمي وصولاً إلى تعزيز الإدارة السديدة على المستوى المحلي، وينبغي بل ويمكن أن يتحقق ذلك في سياق الاقتصادات المفتوحة والمجتمعات.
وإننا على يقين، رغم اختلاف المصالح، من أن هناك تقارباً متزايداً في الرأي في جميع أنحاء العالم حول الحاجة إلى عملية عولمة عادلة وتشمل الجميع. ولقد وضع مجموعة واسعة من التوصيات لتحقيق ذلك، ورهناً بوجود الإرادة السياسية اللازمة، من الممكن اتخاذ إجراءات فورية بشأن بعض القضايا التجارية والمالية التي تناولها مفاوضات ومناقشات متعددة الأطراف منذ أمد بعيد في الدوائر السياسية، وسُبل العمل المطلوبة واضحة بشأن هذه القضايا، ولكن بعض الفاعلين الرئيسيين لم يروا بعد الحاجة الملحه للتغيير.
فالتوعية المستمرة وخلق رأي عام قوي في هذه الحالة أمر أساسي لدفع هذه المقترحات قدماً، وستكون التوعية الرامية إلى تمهيد السبيل من أجل بحث قضايا جديدة، أمراً هاماً بدورها، ولكن بالنسبة لهذه القضايا الجديدة، المسألة وضع إطار متعدد الأطراف .
أيها الملك الأجلّ، نتحدث عنك بما يستحق، لنرى وعوداً سبقتها أفعال بعزائم من أجل الإنسانية، في العالم حيث لا يعرف للاستكانة سبيلاً، ولا للتوقف مكانًا - أطال الله في عُمره -، حفظ الله الأردن وشعبه، وحفظ الله جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم.