أصيب معظم سكان الأرض بهلع فيروس كوفيد 19 المستجد ، و مازال الناس في حيرةٍ من أمرهم لاسيما بعد قرارات رفع الحظر عن العديد من القطاعات الاقتصادية و انتهاء العمل بتصاريح الدخول و الخروج و بداية عودة الحياة الى ما كانت عليه سابقا!!!! إذن أين رعب الفيروس المستجد؟ و لماذا تمّ تخفيف وطأة الاجراءات الاحترازية؟ هل انتهى المسبّب أم السبب؟ نرى أن لا شيئاً انتهى!

مما لا شك فيه أن الاقتصاد يلعب الدور الأبرز في أيامنا الحالية و ربما يقودنا الى مقولة ( أنا، و من بعدي الطوفان).

السؤال القوي الآن و نحن نرى الجميع محجورين في منازلهم في أيام رمضان ولا سلوى لنا إلّا الشاشات سواء شاشات التلفزة أو شاشات الأجهزة المحمولة, ليطلّ علينا مسلسلات فحواها تبييض صفحة شعب الله المختار. نرى حياة الفهد تستذكر الزمان الذي كان فيه للمحبة شأن حين كان اليهود و العرب يسكنون جنباً الى جنب أهل و اخوان قبل أن تفرقهم الأديان!!!!

هل تعرفون لماذا بدأ مصطلح سياسة الاستبدال يطرق اذاننا حاليا؟

هل تعلمون يا سادة ما هو قانون الاستبدال؟ دعونا نعود بالزمن الى عهد سيدنا موسى عليه الصلاة و السلام , عندما خرج سيدنا موسى مع من بقي من بني اسرائيل وبعد غرق فرعون و بعد نزول الموائد اليهم من السماء و بعد قصة البقرة الصفراء و بعد كل المعجزات التي نزلت لتجعل بني اسرائيل يعرفون أنّ الله حق – علما أنّهم أكثر قوم نزلت أمامهم معجزات- و بالرغم من كل ذلك عندما خرج سيدنا موسى ليكلّم الله عزّ و جلّ و عند عودته رآهم يعبدون العِجل فكان على وشك قتل أخاه هارون عليه السلام، فقال له أخاه هارون أنه تركهم يعبدون العجل خوفاً من أن يقتتلوا فيما بينهم – و هنا يظهر الفرق بين العرب المعروف عنهم أن بأسهم بينهم شديد و بين بني اسرائيل الذين عبدوا العجل و لم يقتتلوا فيما بينهم- فعرف سيدنا موسى عليه السلام أن بني اسرائيل قوم جاز عليهم قانون الاستبدال فهم قوم نالوا من أنواع الذل و الهوان و الاحتقار على يد فرعون ما نالوا، فليس لديهم ارادة ولا مبدأ ولا عزيمة فقد قُتِل أطفالهم الذكور في زمن فرعون و لم ينبسّوا ببنت شفه ، و هذا حال من تجرّع الذلّ و الهوان و التزم الصمت. قد تبين الرشد من الغي و لم يصادقوا نبي الحق ، فكان الحلّ هو الشتات و الدخول الى التيه لمدة 40 سنة ( و يقال أن التيه كان في صحراء سيناء) لماذا 40 عاما؟ لأن خلال هذه الفترة سيتبدّل الجيل و سيموت جيل الخنوع و الخوف و سيُولد من أصلابهم جيل جديد لم يعهد الخوف و الذل و الهوان الذي تجرعه الآباء و الاجداد, قرر رب العزة استبدالهم ب 40 سنة تيها شتاتا في الارض.
ألا يذكركم الخنوع و الذل و الهوان و التصديق و التطبيع بما يحدث الآن في العالم العربي؟

ألا يذكركم ما يحصل بمسلسل أم هارون و بمسلسل مخرج 7 بما حصل مع بني اسرائيل؟ ألا ترون كيف يصبح المعروف منكر و المنكر معروف؟ هل ترون كيف أصبح بني اسرائيل هم المظلومين!

بني اسرائيل هم أعدائنا و أعداء الأمة و قتلة الأنبياء و الرسل ، هم من يعلّموا أبنائهم أن قتْلنا حلال و الاستيلاء على أراضينا حق مكتسب.

و تأتي بعض مسلسلات التطبيع في رمضان للتحدّث عن اضطهاد اليهود و خبث الفلسطينيين و قلب الحقائق لجعل المعروف منكرا و المنكر معروف ، و الأكثر من ذلك حين قام البعض باصدار هاشتاغ فلسطين ليست قضيتي إلى اخره من نكران للقضية و الأرض.

و هنا نرى كورونا تحصد الأرواح و حالات هلع و خوف و ترقب من عواقب أكبر. لا يسعني الا أن أقول ارجعوا لربكم و حاربوا الفاسدين و قولوا الحق و أحبّوا أوطانكم و لا تسكتوا عن الحق و استخلفوا في الأرض و إلّا سيكون مصيرنا أن يطبّق علينا قانون الاستبدال ولا ندري بأيّ طريقة و بأيّ حالٍ سيكون.