facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




إعادة نظر


د. علي خلف حجاحجة
01-05-2020 12:59 AM

كل ما يجري في الكون لحكم ارادها الله، فقد يكون في باطن الشر خيرا وقد يخفي الخير شرا وليس بمستغرب فالله تعالى يقول: ( وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ). هذه فاتحة لما سنتحدث عنه في ظل (إعادة البرمجة الكونية) التي نعيشها الآن ومفتاحها المحرك (كورونا)، إذ لا بد من إعادة النظر في جل ان لم يكن كل سلوكاتنا الفردية والمجتمعية والوطنية والدولية، فهذه فرصة مواتية والارضية خصبة للبدء في إعادة ترتيب الاولويات، فعلى الصعيد الفردي المجتمعي لا بد من التصالح مع الذات والبعد عن المظاهر الاجتماعية الشكلية بما يخص حفلات الخطوبة والاعراس والنجاحات والولائم والمآتم، والعيش ضمن الامكانات المتاحة او مضاعفة الجهد والتفكير خارج الصندوق والاعتماد على الذات والعودة إلى الارض وتنمية المهارات الذاتية والعمل بروح الفريق خاصة فيما يتعلق بالمشاريع الإنتاجية،
إعادة النظر في التخصصات الدراسية والبعد عن نمطية الاختصاصات التي اشبعت الى أبعد الحدود، وتفعيل حقيقي للبحث العلمي في مختلف المجالات خاصة الطبية والزراعية وغيرها، والتوجه إلى العمل المهني المتطور وليس التقليدي الذي سيتلاشى (اي التقليدي) امام التقدم العلمي والتقني، تغيير نمطية التفكير المتمثل بالبحث عن وظيفة تقليدية لا تسمن ولا تغني من جوع حكومية او في القطاع الخاص، والتوجه إلى بناء الذات من خلال مشروعات إنتاجية فردية أو جماعية قد تنمو وتربو إلى أن تصبح شركة ريادية.
فالانتقال من النمط الاستهلاكي المهيمن إلى الإنتاجي هو الحل من خلال تعزيزه لدى الأبناء والاسرة وفي المدرسة، اعادة النظر في عدد السيارات في الأسرة الواحدة وحركة أفراد الأسرة فيها، واستهلاك الماء والكهرباء وغيره.
مجتمعيا:
التوافق على وثائق شرف شعبية بين العشائر والتجمعات وفي مواقع العمل والجمعيات الخيرية ومؤسسات المجتمع المدني بما يضبط الانفاق ويبعدنا عن النفاق الاجتماعي، والأفضل أن يتم التوافق على وثيقة واحدة يلتقي عليها الجميع وتختفي امامها الفوارق الطبقية.
وطنيا:
إعادة البوصلة إلى الزراعة والزراعات المنزلية وتشجيعها وفق مشروع وطني ملزم، ووقف الاعتداء على ما تبقى من أراض زراعية والاستماع إلى افكار ومقترحات المزارعين (الحقيقيين).
إعادة النظر في سياسات التعليم كما وكيفا ابتداء من التعليم الاساسي فالثانوي فالجامعي، ضرورة فتح مشاريع إنتاجية جادة بحيث تستوعب إعداد الباحثين عن عمل بعد تأهيلهم بالمعارف والمهارات اللازمة، التوقف عن استمراء الاستدانة الداخلية والخارجية التي لم ولن تأتي بخير، تشجيع الصناعات الوطنية التي اثبتت جدارتها ومساعدتها على التوسع لتصل منتجاتها إلى الاسواق الخارجية مما يتيح لها تشغيل عدد أكبر من الأيدي العاملة وتوفير العملات الصعبة وتحريك عجلة الاقتصاد.
النظر بجدية الى وظائف المستقبل اذ ستظهر الاف الوظائف الجديدة ويتلاشى الالاف، والتعاطي مع الذكاء الصناعي، بالتقنيات الجديدة التي بدأت ملامحها واضحة في خضم ازمة كورونا والتعليم والتعلم عن بعد والعمل المرن.
دوليا:
في ظل التحولات والتبدل في العلاقات الدولية لا بد من إعادة النظر في اتفاقيات التبادل التجاري بين الأردن والدول الأخرى التي ليست في صالحنا، كما انه لا بد من إعادة النظر بعدد السفارات الاردنية واقتصارها على عدد من الدول التي تستلزم الضرورة بقاءها، ففي ظل التطور التكنولوجي والتواصل عن بعد اصبح بالامكان دمج عدد من القنصليات او السفارات في سفارة واحدة، ونحن نعلم تماما ان جلالة الملك يقود السياسة الخارجية بمهنية واحتراف.
جملة القول، هذه مجرد اضاءات يمكن أن يضيف اليها اي منا او يتجاوز عن بعضها او كلها، لكن ما لا يمكن تجاوزه ان هذه مرحلة تحتاج إلى البدء باعادة النظر عاجلا غير آجل، فالوقت لا يرحم ولا يتعاطف ولا ينتظر احدا، واطالة التفكير واضاعة كثير من الوقت في التخطيط مذمة فما بالك في عالم متسارع، ودول لا تتوقف فيها عجلة التخطيط والعمل الا اذا توقفت عقارب الساعة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :