السفر بعد ازمة كورونا .. ما المعايير الجديدة؟
01-05-2020 12:04 AM
عمون - أكد تقرير نشره معهد الأبحاث الدولية "SimpliFlying" المعني بشؤون السفر وأمن الطيران والنقل الجوي، أنه
لن تكون رحلة أي مسافر على متن أي من الخطوط الجوية المحلية او الدولية او السياحية، ما بعد فيروس كورونا كما كانت قبل ظهور هذه الجائحة العالمية.
وقال التقرير، إنه سيكون على شركات الطيران ان تتذكر مرحلة ما حصل بعد أحداث 11 سبتمبر من تدقيق واتخاذ كافة معايير السلامة العامة، فلن يسافر الركاب قبل أن يتم التأكد أن الطائرة لا تحتوي على أي فيروسات معدية.
وفي التفاصيل، وضعت شركات استشارات تسويق الطيران الرائدة في العالم، تقريرا يشمل 70 منطقة مختلفة يمر بها الركاب خلال السفر ويعرض متطلبات السفر الجديدة والتي من المتوقع أن تشهد تغييرات جذريّة من أجل إستعادة الثقة في الطيران بعد إنتشار فيروس كورونا.
1- التسجيل عبر الإنترنت
كان على المسافرين في السابق خلال عملية التسجيل عبر الإنترنت (Online Check-In)، الإكتفاء بإدخال تفاصيل جواز سفرهم والتأشيرات واختيار المقاعد والدفع مقابل الخدمات الاختيارية مثل الحقائب المسجّلة غير أنه مع جائحة كورونا،سيُطلب منهم تحميل ما يشبه الجواز سفر مناعي (Immunity passport) يؤكد وجود الأجسام المضادة لـ COVID-19 وسيكون مشابهًا إلى حد كبير لبطاقة بطاقة الحمى الصفراء (Yellow Feve) المستخدمة عند السفر إلى المناطق الاستوائية الرطبة خلال فصل الصيف.
عملية التسجيل عبر الإنترنت سيكون إجراء هاما للحد من الاتصال المادي مع موظفي المطارات وشركات الطيران وستمكن شركات الطيران من مصادر جديدة للمداخيل عبر بيع خدمات جديدة حيث سيكون بإمكانهم أيضًا شراء الأقنعة والقفازات وحتى دفع المزيد مقابل مقعد فارغ بجوارهم.
2- في المطار
في السابق، كان يمكن للركاب الوصول إلى المطار قبل ساعة إلى ثلاث ساعات من توقيت المغادرة أما خلال السفر الصحّي فسيُسمح للمسافرين فقط بدخول المطار وقبل 4 ساعات على الأقل من وقت مغادرة الرحلة وبعد تشخيص صحي أولي في باب المطار وليتم السماح لهم للدخول لمنطقة المغادرة، سيحتاجون إما لإظهار جواز مناعة أو المرور عبر نفق تعقيم وماسحات حرارية.
هذا الإجراء سيكون بإشراف من منظمة الصحة العالمية (WHO) ومنظمة الطيران المدني الدولي (ICAO) واتحاد النقل الجوي الدولي (IATA) الذين سيقومون بتحديد صحة معايير الفحص و التمشي الصحي طوال فترة السفر ، وخاصة خارج محيط المطار كما سوف يكون هناك تنسيق بين بلدان المسافرين الدوليين تجنبا للإرتباك وللمساعدة في تعزيز الثقة في السفر.
3- تسجيل الوصول
لم يكن المسافر في السابق مجبر على المرور بكنتورات التسجيل وكان بإمكانهم التسجيل عبر الانترنت والمرور مباشرة نحو الإجراءات الأمنية، لن يكون هذا الأمر متاحا في المستبقل ولن تكون عملية التسجيل سريعة فسيتعين على جميع الركاب: التوجه إلى تسجيل الوصول وإكمال فحص صحي شبه فوري لتقييم أي أعراض ربما يكون شبيها بمسح الأشعة المقطعية وقد تقوم بعض شركات الطيران بإجراء اختبارات الدم أيضًا، وسيكون طاقم تسجيل الوصول وراء حواجز الواقية، على غرار تلك المستخدمة في الفرز في المستشفيات أو الصيدليات، ويمكن استخدام ضغط الهواء السلبي أيضًا.
الأمتعة ستوضع في أكياس مخصصة وتتم عملية تعقيمها بالأشعة فوق البنفسجية في ممر مخصص لذلك. سوف يتم تعيين المقاعد من قبل الشركات مباشرة لتحسين المسافة بين الركاب وستسلم لهم القفازات والأقنعة.
4- الأمن
كان الركاب يخضعون للإجرءات الأمنية بصفة الزامية، هذا الأمر سيتواصل مع أمن صحّي يتمثل في خضوع جميع الركاب لأمن صحي معزز قبل ساعتين على الأقل من المغادرة، وتطهير كل حقيبة يد عند دخول آلة الأشعة السينية من خلال التعقيم بالضباب أو التطهير بالأشعة فوق البنفسجية أو أي تقنيات أخرى “سريعة”، فضلا عن “تغليف” جميع الحقائب المحمولة في اليد ويجب على المسافرين الاحتفاظ بأقنعتهم وقفازاتهم وتجنب لمس عناصر أي شخص آخر لمنع انتشار العدوى بين الركاب؛ يجب تحديث الكاميرات الأمنية لأنها لن تتمكن من الرؤية من خلال الأقنعة.
5- منطقة المغادرة
في عصر السفر الصحّي، عملية الصعود سيتم ضبطها عبر الإجراءات التالية يتعين على الركاب التواجد في منطقة الصعود إلى الطائرة قبل المغادرة بساعة على الأقل ؛ سيحتاجون إلى الحفاظ على التباعد الاجتماعي في منطقة الجلوس، وسيتم التشجيع على إستعمال آلات البيع التي لا تعمل باللمس في منطقة الصعود لشراء الوجبات التي يمكن استهلاكها أثناء الرحلة أو قبل المغادرة، ولن يستقل الركاب الطائرة إلا عندما يتلقون إشعارات فردية على هواتفهم المحمولة للمتابعة، وسيتم منح أولوية الصعود إلى “العمال الأساسيين”، وكما سيتم حرمان أولئك الذين حصلوا على نتائج مسح إيجابية (تم التقاطها عند تسجيل الوصول) أو تقييم صحي غير طبيعي من الصعود إلى الطائرة.
6- الصعود للطائرة
يعد جسر الإركاب (JetBridge) مساحة مكتظة حاليا، حيث يقف الركاب بالقرب من بعضهم البعض في انتظار الصعود على متن الطائرة و هو ما لن يكون مماثلا في المستقبل فسيكون هذا الجسر أقل ازدحامًا، مع وجود مسافة اجتماعية محترمة في نفس في المكان.
سيكون الجسر بمثابة المساحة المثالية لنفق التطهير، مما يضمن أن كل راكب على متن الطائرة تم تعقيمهم بشكل صحيح ولا يحملون أي شيء آخر بخلاف أمتعتهم على متن الطائرة.
7- على متن الطائرة
سيتوجب على جميع أفراد طاقم الطائرة إرتداء معدات واقية ويقومون بالتحقق عند عملية الصعود من أن جميع الركاب يرتدون القفازات والأقنعة الخاصة بهم؛ سنرى الركاب يمسحون مقاعدهم قبل أن يجلسوا بمناديل يوزعها طاقم الطائرة.
كما سيكون هناك تعقيم واضح للكابينة مع توفير خدمة المطهر اليدوي من قبل الطاقم كل 30 دقيقة.
وسيحصل جميع الركاب على وجبة معبأة ومختومة مسبقًا لمنع أي فيروسات من دخول الطعام. وسينمو استخدام الجهاز الشخصي بشكل ملحوظ حيث يتجنب الركاب لمس شاشات المقعد الخلفي كما لن تكون المعاملات النقدية موجودة وستترك جيوب المقعد الخلفي فارغة وستعلق بطاقة الأمان في الجزء الخلفي من طاولة الدرج وهذا سيعني أيضًا نهاية المجلات المطبوعة على متن الطائرة. مرحبًا بك في المقصورة التي لا تلمسها.
8- الوصول إلى الوجهة
مع جائحة كورونا COVID-19 ستتغير الأمور أيضًا عند الوصول إلى الوجهة عند الهبوط ، سيتم “تغليف” الحقائب قبل وضعها على الحزام الناقل؛ سيتم استخدام الماسحات الضوئية الحرارية لتحديد الركاب الذين يعانون من حمى محتملة أو تطور درجة الحرارة؛ عند مراقبة الحدود ، سيتم حجب المكاتب لحماية الضباط الذين سيقومون بالتحقق من جواز سفر الصحّي قبل دخول البلاد؛ لن تتمكن شركات الطيران بعد الآن من تحويل طائراتها وتجهيزها لرحلتها القادمة في غضون نصف ساعة أو أقل، حيث يجب إجراء التنظيف العميق بعد كل رحلة طيران وليس بين عشية وضحاها فقط.
من المتوقع أن تتغير أكثر من 70 منطقة مختلفة في يوم عادي في رحلة أي راكب لاستعادة الثقة في الطيران بعد جائحة فيروس كورونا COVID-19 وحتى لو انتهت الأمور إلى أكثر السيناريوهات تفاؤلا فما بعد الفيروس التاجي لن يكون كما كان قبل الوباء و سيكون هناك بلا شك تغييرات في طريقة سفر الركاب على مستوى العالم.
َ إعداد هذا التقرير بالإعتماد على بحث نشره معهد الأبحاث SimpliFlying .