أنا قلق إلى درجة الخوف، خيط رفيع يفصل بين القلق والخوف وقديما قيل ان المسافة بين العبقرية والجنون أيضا خيط رفيع.
كنت قلقا من قرار الحكومة فتح قطاعات تجارية واسعة فلما تجولت امس في الأسواق قفزت من خانة القلق إلى خانة الخوف.
وزير الصحة يراقب الوضع من مربع القلق ولو ترجل إلى الأسواق فسيجد نفسه في مربع الرعب مما يجد.
الطبيب سعد جابر يقامر الآن برصيد النجاح الذي تحقق ولا يفارقه شبح سائق شاحنة يعبر الحدود ولا يلتفت اليه احد وشبح آلاف المواطنين المتحفزين للعودة إلى البلد بأحر من الجمر لإنهاء فترة الحجر قبل العيد.
الحكومة ستصرف الرواتب قبيل العيد اذن سيتهافت الناس الى الاسواق وسيضربون عرض الحائط بتعليمات الوقاية والتباعد.
المشهد الوطني الجميل في العشر الأواخر مخيف آلاف العائدين في الحجر، الطواقم الصحية المرهقة ستبقى في العمل بأقصى جاهزية، الجيش والامن يستمرون في حالة طوارئ وفرق التقصي ستهرع مذعورة وراء خارجين من الحجر الإجباري ولم يلتزموا بالحجر المنزلي بسبب العيد، الأسواق تزدحم ولا موطئ قدم، زيارات العيد ستعود إلى سابق عهدها.
من يتحمل مسؤولية العودة إلى المربع الأول؟؟ لست متشائما، مع ذلك فانني احسب ان الحكومة اعدت احتياطا بيانا يحمل المواطنين المسؤولية لعدم التزامهم بالتعليمات.
انا احمل شهادة في الحقوق ومع ذلك أصلح وزيرا للصحة، لم لا فقد سبق أن رئيس وزراء أسبق يحمل شهادة الطب البيطري المهم لو كنت وزيرا للصحة فلن أوافق على ما يجري الآن وسأقرر بقاء الحظر وإرجاء عودة المغتربين إلى ما بعد عطلة العيد.
السر ان هناك من لا يدرك ان كورونا لايميز بين الأرباح والارواح.
صديقي المعجب بالرزاز وجابر قال لي بحماس هذه حكومة عبقرية، فأجبت أنني اخاف من تقطع الخيط الرفيع.