بعزيمة القائد نستبشر حكومة .. الصلاح
د.هيا عاشور
30-04-2020 04:04 PM
أدركت القيادة الاردنية أهمية إدارة العلاقات العامة في الوزارت وأهمية تحسين صورة خدماتها وأدائها في أذهان الشعب الاردني ، وابتكرت مهمة (صانع الصورة الذهنية).
الى وقت قريب كانت صورة الاردن مشرقة في المجتمع الدولي ومشوهة الى حد كبير في المجتمع الداخلي. وذلك يعود الى ان الاردن ارتبط بذهن المجتمعات الدولية بشخصية جلالة الملك عبد الله الثاني وشخصية جلالة الملكة رانيا العبد الله ولاحقًا بنشاط سمو ولي العهد الأمير الحسين ابن عبد الله حفظهم الله.
ولن اكتب مطولا عن نجاح جلالة الملك برسم صورة ذهنية مشرقة عن الاردن في دول العالم، وعن تواجده وحضوره الدائم ونشاطه في المحافل الدولية السياسية، وتألق جلالة الملكة بتقديم انموذجا مشرقا عن المرأة العربية المثقفة وعن دورها التنموي والتعليمي الواعي لدفع عجلة التنمية في الاردن، ولن اسلط الضوء على تميز ولي العهد الحسين بن عبد الله بحمل رسائل الخير لكل دول العالم، مستندًا
على شبابه وفتوته،و مستفيدا من مدرسة هاشمية لطالما تميزت بهذا الإرث المشرف الجميل.
لكن الحكومات وما يرادفها من مؤسسات ومجالس وهيئات كانت تواجه العديد من التحديات بتوحيد هذه الصورة الذهنية المشرقة عن الاردن في اذهان الشعب الاردني كما هي مكرسة في عقول شعوب المجتمعات الدولية.
إلى أن أتت أزمة كورونا، وهنا تحديدا بحكمة وقيادة جلالة الملك وجه دفة القيادة باتجاه صناعة صورة ذهنية جديدة وحقيقية ونقية في اعين الأردنيين عن الاردن ومؤسساته.
بدأ جلالة الملك عبد الله ابن الحسين بفصل الصور الذهنية السابقة وتفكيكها بحنكة وعناية تستدعي الوقوف عندها.
سواء كانت بصورة الثنائي المشرق معالي وزير الاعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة/ امجد العضايلة، ووزير الصحة معالي الدكتور سعد جابر. في ذروة الأزمة التي كانت تتعطش لها الناس للمعلومات والأخبار ، وبطبيعة حال الأزمة الوبائية الركيزة الأهم هي الجانب الصحي.
ومؤسسة القوات المسلحة الاردنية والمؤسسات الأمنية التي لطالما رفدت الحكومة الاردنية بموارد بشرية ذات كفاءة واداء عالي محترف.
وكانت أيادي خير مساعدة، ومورد رئيسي، بنهضة الكثير من الدول والاستفادة من خبراتها.
في الحقيقة ان القوات المسلحةالاردنية والمؤسسات الأمنية التي يقودها جلالة الملك عبد الله الثاني وهو احد ابنائها وقائدها الأعلى، الذي لطالما شاهدناه مرتاحا مستبشرا وسعيدا وهو بين ابنائه في الثكنات العسكرية او خلال التدريبات العسكرية بين جنود الوطن البواسل، التي يحرص جلالته وولي عهده الأمين على الالتزام بها.
وبرصد الرأي العام الاردني عن نظرته للقوات المسلحة والمؤسسات الأمنية، نلحظ انها لم تشوه بيوم بأعين الأردنيين، او تهتز ثقتهم بها، حتى في ظل غيمات عابرة عصفت بالاردن كما سُمي سابقا ب(الربيع العربي)، كانت وما زالت وستبقى هي بر وشاطىء الأمان وعز وفخر كل الأردنيين بقيادة القائد الأعلى للقوات المسلحة جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين.
بنى جلالة الملك على هذه السمعة الجيدة وثقة الأردنيين بالجيش العربي والأجهزة الأمنية، لتبني آراء واتجاهات جديدة، ولتسهيل عمليات واتخاذ قرارت وتشكيل سلوكيات جديدة في المجتمع الاردني.
ظهرت ثقة جلالة الملك عبد الله بإدارة الأزمة وبالقطاع الصحي والإعلامي وبتدفق المعلومات ونبذ الإشاعات، مستجيبا لفطنته الاتصالية التي اكتسابها من بهاء قبوله في المجتمعات الدولية. ولربما قد يكون هذا التوجه لدى جلالة الملك من تجربته العقلانية، الرشيدة، المباشرة أو غير المباشرة، فلربما اعتمد على الأدلة والوثائق أو الإحساس بالمشاكل التي يتلمسها من خلال قربه وتواصله المستمر مع شعبه.
بكل الأحوال هي تمثل واقعًا صادقًا حقيقيًا .
معالي امجد العضايلة: الشخصية الرزينة صاحب الصوت الهادىء المطمئن، استفاد هو الآخر من هذه الثقة التي منحه اياها جلالة الملك، بمتابعة حثيثة لكل تساؤل يطرح عليه او يسبق هو لاستشفافه، وهو معروف بين دوائره المقربة بدماثته ودبلوماسيته وتواضعه وتهذيبه الجم، الذي اكتسبه من مدرسة الهاشميين خلال تقلده لمهام ومناصب عديدة في السابق.
معالي الدكتور سعد الجابر:هو الآخر استطاع ان يستفيد من تجربته في مؤسسة الخدمات الطبية والجيش العربي وهو احد أطبائها بمخاطبة الشعب الاردني وحثهم على الالتزام بالتعليمات الصحية.مستفيدا من كاريزما خاصة يمتلكها هي أيضًا قريبة من قلوب الأردنيين .
بدأ الشعب الأردني يفصل الشخص عن منصبه، وما عاد المنصب الحكومي هو تهمة مُعلبة مسبقاً، بل اصبح الوزير الفاعل المجتهد صاحب الكلمة والموقف، هو احد ابناء الشعب الأردني الذي يشعر تماما بهذا الشعب، وأصبحت المجسات عالية الاستشعار.
الى درجة ان الشعب بدأ يرصد القرارات الحكومية واداء الوزارات بشكل منفصل عن بعضها البعض.
اكاد اجزم ان جلالة الملك عبد الله استطاع بذكاء متقد وحنكة وبوقت قياسي، ان يعيد ثقة شعبه بالوزارات الاردنية وادائها وكفائتها وفاعلية قرارتها وان يكشف الحقائق ويعدل الصورة الذهنية، كما لم تستطع ان تفعل ذلك سابقا الحكومات المتعاقبة، او حتى ادارات دولية ومدارس إعلامية متخصصة بتعديل الصورة الذهنية.
على ما يبدو ان جلالة الملك عبد الله الثاني، الذي لا ينفك عن ان يسبق القادة بخطوات ثابتة، قد بدأ يحضر بالفعل لخطوة استباقية ولن ينتظر الوقت الطويل قبل التقدم لمرحلة أخرى، لاختصار عُّمر الأزمة .
وقد لا يستخدم نظرية “البدء من حيث انتهى الآخرون”
ومن يدري لربما من سيكلفه جلالة الملك هو رجلا اقتصادي يعين في إدارة المرحلة الاقتصادية القادمة وهو الملف الأهم ،وسيهتمّ بدراسة وتفسير وتحليل النظريات، والبيانات الاقتصاديّة المُرتبطة بعدة عوامل بما في ذلك توزيع الدّخل، ويدرس العلاقات والروابط بين الموارد والإنتاج في الدولة، لمساعدة الاردن على النهوض سريعا من تداعيات أزمة كورونا .
ويكون من وقع عليه الخيار ،معروفا بنزاهته ولديه مستوى عالي من المصداقية والالتزام بالوعود وتنفيذها ، ويتمتع بالمرونة ويشجع على ثقافة الابتكار،ومطلعا وخبيرا بالاقتصاد المحلي قبل الاقتصاد العالميّ، وقوانين وأنظمة الضرائب، وطبيعة أسعار الفوائد، بما يتناسب مع رؤية جلالة الملك وتطلعاته وافكاره التي طرحها في عدة محافل بما في ذلك الأوراق النقاشية الملكية، والتي ما استطاعت الحكومة الحالية او الحكومات السابقة تلتقطها .
سواء كان ابن احد مؤسسات الدولة التي بها نعتز، ولربما قد سبق وان نال ثقة جلالة الملك، وربما شخصية ستمنح الثقة الملكية والتكليف لأول مرة، لكنه غالبا سيكون شخصية قيادية واقتصادية أردنية الهوى من الطراز الرفيع.