المأزق العربي وضرورة التغيير
نوال محمود الفاعوري
30-04-2020 12:50 PM
يتعرض العالم اجمع في هذه الأيام إلى وباء فايرس كورونا، ومن ينظر إلى واقع الأمة العربية يرى كوارث بالإضافة إلى الوباء، فهناك حروب وتدمير في سوريا واليمن والعراق والسودان وليبيا وفلسطين المحتلة منذ عشرات السنين، بالإضافة إلى عدم استقرار اقتصادي واجتماعي وامني في كثير من الأقطار العربية الأخرى.
هذه النتائج ليست بمستغربة فهي نتاج ظروف استعمارية فرضت على هذه المنطقة مباشرة بعد الحرب العالمية الأولى وعليه توالت الإحتلالات والنكبات إلى يومنا هذا والأسباب واضحة يقول ابو الطيب المتنبي:-
وليس يصح في الأفهام شيء
إذا احتاج النهار إلى دليل
والأسباب هي :-
ان الأقطار العربية ظلت تطلب النجاة والتنمية ممن صنعوا هذه الظروف، وهذا لعمري كالمستجير من الرمضاء بالنار، والأدهى والأمر أنه كلما زادت مآسي الشعب الفلسطيني وكوارث الشعوب العربية الأخرى ازداد العرب قرباً والتصاقًا بهذا النظام الدولي الغربي والشرقي على حدٍ سواء وكأن الأمور قد عادت إلى الجاهلية الأولى، يقول الشاعر الجاهلي امرؤ القيس:
بكى صاحبي لما رأى الدرب دونه
وأيقن أنا لاحقين بقيصرا
فقلت له لا تبك عينك إنما
نحاول ملكا او نموت فنعذرا
ومعلوم ان المخطط الاستراتيجي الدولي هدفه ابقاء الشعوب العربية في حالة سيئة وتحت رحمة الغرباء وقد يكون بعض العرب المستفيدين شخصياً او عائلياً من هذا النظام الدولي لا يأبهون بحال الأمة العربية والإسلامية، ولكن النخب السياسية الفاعلة ومنظمات المجتمع المدني والأحزاب وأهل العقد والحل مسؤولون مسؤلية مباشرة عن القيام بهذه المسؤوليات الجسيمة والمقدسة ومحاولة اصلاح وتوجيه البوصلة نحو الوجهة الصحيحة، وإلا فإن التاريخ سيسجل ذلك بأحرف شاحبة بل سوداء.
ومن اهم المسؤوليات المطلوبة:-
١- نشر ثقافة الديمقراطية عن طريق الإعلام المهني والهادف وتعرية الإعلام المأجور الذي يظلل الناس لمصلحة الفوضى في الأقطار العربية.
٢- نشر الوئام بين مكونات المجتمعات العربية بغض النظر عن الأيديولوجيا والدين والعرق والمصلحة عوضاً عن الحقد والكراهية التي يروج لها على نطاق واسع من قبل الإعلام المأجور والمرتزق.
٣- على هذه القطاعات المجتمعية ان تتصدى لهذه المهمات بشجاعة وتدفع للوصول إلى إصلاح سياسي معقول وحقيقي، وتحقيق الشفافية في السياسة والاقتصاد كما يحدث في جميع الدول المتحضرة.
فلماذا تكون الشعوب العربية استثناءً ممنوعة من التمتع بحقوق الإنسان كما أراد لها الخالق عز وجل وكذلك ما أقر به الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
يعلمنا التاريخ الإنساني ان طريق التضحيات والديمقراطية الطريق الوحيد لبلوغ الأهداف الكبيرة، وبخلاف ذلك فإن الأمور ستدهور تباعاً وتبقى مصائرنا بأيد غيرنا الذين لا يرجون لنا الخير، وسنذهب من ضعف إلى ضعف.
فهل نرعوي ونبدأ مسيرة العمل الجاد ام ان على قلوب أقفالها إلى ان يقضي الله امراً كان مفعولا.