اثبت الأردن للعالم اجمع بانه دولة عظمى بكل المقاييس، وان لديه قيادة حكيمة قل نظيرها في كافة ارجاء المعمورة، قيادة همها الوحيد مصلحة الوطن والمواطن، واعلاء شان الاردن في سماء العالم اجمع.

يحق لنا ان نفخر ونفاخر العالم بالأردن، وبان جلالة الملك يدير الازمة بنفسه ويشرف على كل كبيرة وصغيرة وهذا سبب نجاح إدارة الازمة.

الاردن قبل كورونا استقبل الملايين من اللاجئين العرب من الدول المحيطة عجزت عن استقبالهم دول كبرى ودول غنية بالموارد، الاردن دائمًا صانع للمعجزات والقدرة على ادارة الازمات المعقدة.

ربما لو سألنا الغالبية قبل ازمة كورونا كيف ستدار الازمة من قبل الدولة؟ اجزم بأنهم لن يجيبوا ان الدولة ستدير هذه الازمة بكل اقتدار، وهذا ببساطة يعود الى خبرة سابقة ساهمت بتوسيع فجوة الثقة بين المواطن والحكومة، ولكن ادارة الازمة الحالية عززت الثقة بين المواطن والحكومة بشكل كبير.

حالياً لم يعد ممكن قبول مسؤول حكومي تنقصه الخبرة او القدرة على الادارة، لم يعد مقبول ان المسؤول الغير كفؤ او من فشل في إدارة ملف او وزارة ان يتم تعيينه عضو او رئيس مجلس إدارة، كما حدث في السابق والشواهد كثيرة! ولكن وبحمد الله هذا كان زمان.

اليوم نفخر بنوعية ادارة الازمة الحالية، اصبحت دول عظمى تبحث وتتحدث عن تجربة الاردن وادارته للازمة، الازمة تدار بسواعد وطنية وبمواصفات عالمية.

الحجر تم في فنادق خمس نجوم مع تقديم كافة سبل الراحة، ايصالهم للمنازل بسيارات مخصصة لذلك، ضمان وصول المواد الغذائية والادوية لكل مواطن تقريبا، ضمان صرف الرواتب للمواطنين وتقديم المعونة للأسر المحتاجة، وهذا عجزت عنه دول كبرى.

معالي الباشا سعد جابر لم يقل يومًا بان الازمة طارئة او جديدة علينا او لم نعتد عليها، لأنه رجل وطني بامتياز، ذكي، ويعلم كيف يدير، ويعد الخطط البديلة والسيناريوهات اللازمة لتطبيقها حسب تطورات الوباء على ارض الواقع، وعلينا الا ننسى بانه خريج القوات المسلحة الاردنية وكان مدير للخدمات الطبية الملكية، والقوات المسلحة مشهود لها بإدارة الازمات والانتصار، حيث تم التعامل مع الازمة بانها حرب شرسة مع كورونا، وبأذن الله سيكون النصر حليفنا.

هذا النجاح يؤهلنا بان نصبح مركز إقليمي لإدارة الازمات، ويمكن الاستثمار بهذا الجانب، وكذلك الاستثمار الطبي في الأردن أصبح محط انظار ليس اشخاص او مستثمرين بل دول، وهذا يتطلب اعداد خطة لمثل هذه الاستثمارات، وربما تجهيز مناطق محددة وبتسهيلات نوعية لتوطين وجذب استثمارات في المجال الطبي.

الملف الاقتصادي يحتاج الى حلول غير كلاسيكية تتماشى مع الواقع الجديد الذي فرضته كورونا، والعمل بشكل ابداعي لخلق استثمارات وصناعات تساعد في تحقيق الاكتفاء الذاتي من المواد الغذائية، والتوسع في صناعة المعقمات والمطهرات والكمامات وكافة القطاعات التي قد تنتعش بعد كورونا.

ربما الجميع يريد استنساخ معالي الباشا سعد جابر لإدارة الملف الاقتصادي خلال وبعد كورونا. حتى ننجح بالملف الاقتصادي، لابد ان يكون هناك حزم، في أن اي مسؤول يقصر او أداؤه اقل من الامتياز ان يتم اخراجه من الفريق الوزاري بشكل فوري دون تردد، ارجو ان نغير من سياستنا السابقة الابقاء على الضعيف حتى يتم تعديل وزاري، وبالتالي يكون المسؤول أنهك الملف الذي يديره، نحن في حالة طوارئ والمطلوب ان يكون الانجاز موازي للنجاح بالقطاع الصحي، ولابد من تفعيل سياسة الإقالة بدل الاستقالة.

حالياً نستطيع القول وبكل جراءة هذا ممكن جداً فهذه الايام اثبتت أن لدى الاردن مخزون ضخم من الكفاءات القادرة على ادارة كافة الملفات الاقتصادية وغيرها، وبكل اقتدار، ومستوى عالي من المهنية.