اهالي الطلبة في جميع المراحل الدراسية وحتى الجامعات يتفهمون صعوبة عودة اكثر من مليونين ونصف طالب الى مقاعدهم الدراسية في الوقت الحاضر لما تتطلبه عودة هذه الاعداد الكبيرة من الطلبة الى مدارسهم من إشتراطات صحية ولوجستية امنة يصعب توفرها في القريب العاجل.
ويتعامل الطلبة واهاليهم مع الحلول المتاحة من قبل الجهات المعنية في استمرار عملية التدريس عن بعد بدرجات متفاوتة لا تخفى على احد لعوامل متعددة اهمها الفارق الطبقي. ومع ذلك ربما تستطيع هذه الجهات التعليمية تعويضهم ولو بالحد الادنى عن ما فاتهم مستقبلاً.
ولكن الذي يصعب فهمه هو عدم عودة ما يقارب من مائة واربعون الف طالب توجيهي من مختلف محافظات والوية المملكة الى مدارسهم في القطاعين العام والخاص لما لهذه العودة من اهمية كبيرة في تدارك الانقطاع في العملية التدريسية التفاعلية المباشرة والمهمة جداً لهم لتخفيف التوتر والضغط النفسي الذي يرزحون تحته وهم من عانوا من ازمتين كبيرتين وغير مسبوقات ففي بداية العام الدراسي كان التعطيل بسبب الإضراب وفي نهايته بسبب الوباء وعلى الرغم من ان وزارة التربية والتعليم حاولت إيجاد البدائل كما قلنا سابقاً إلا ان الكثير من الاهالي والطلبة وبعض فئات المجتمع لم تستطع التكيف بشكل كامل معها لإسباب كثيرة يستطيع الخبراء التربويين الاجابة عليها واظنها تحت التقييم. وكونها ايضاً خارج المألوف الذي تعودت عليه الاجيال السابقة لهذه المرحلة تحديداً لما لها من رمزية حيث ان النتائج النهائية السنوية تحظى باهتمام الجميع. وجاءت هذه البدائل بشكل سريع في ظل ظرف طارئ لم تأخذ الوقت المناسب لشرحها والتعلم عليها والكل يعلم ان هذه الفئة من الطلبة ينتظرها إمتحان الثانوية العامة المصيري في تحديد مسار حياتهم المستقبلية وتلزمهم العودة الى مدارسهم لتعويضهم عما تبقى من المنهاج بواسطة معلميهم الذين تعودوا على اسلوبهم في شرح المواد ولو بشكل مكثف لنعيد لهم نشاطهم العقلي والبدني ونمدهم بمزيد من الطاقة الايجابية قبل التوجه الى قاعات الامتحان.
وتستطيع المئات من المدارس في القطاعين من إستيعاب طلبتها بكل سهولة ويسر مع الاخذ بجميع الاشتراطات الصحية المطلوبة وخصوصاً ان هذه المدارس تخلوا حالياً من الطلبة وتوجد لديها القاعات والكريدورات لضمان التباعد وتستطيع المدارس التي لا يتوفر لديها قاعات استغلال الساحات المكشوفة او حتى تغطيتها ونحن بحمد الله في فصل الصيف. وكل هذه المتطلبات خلال يوم واحد تستطيع اي مدرسة في القطاعين تجهيزها. باشراف مباشر من وزارة التربية والتعليم. ما يلزمنا فقط هو قرار جريء من الحكومة بهذا الاتجاه. والله ولي التوفيق .