مبادرة فكرية من ملك هاشمي لإعادة إنتاج العولمة
حسين دعسة
29-04-2020 12:57 PM
.. مستند إلى الفكر الإنساني ومنطق موروث، مخبور من مد حضاري هاشمي، يتبلور ويضيئ مثل بلور كرستال إلهي، يأتي النطق السامي لجلالة الملك عبدالله الثاني، مبادرا للتنبيه العالم، إلى أين وصلنا في هذا الكوكب، بعد جائحة فيروس كورونا. كوفيد19.
.. عين ملكية النظرة، عميقة التأثير، افردتها أهم الصحف في الولايات المتحدة الأميركية،.. ولعل"الواشنطن بوست" انفردت بمقابلة اجتماعية سياسية، فكرية من طراز مختلف، تحمل المنطق الفلسفي للملوك الهاشميين، الذين ما زالت مباراتهم تغني حلولا لا مات وأشكالي ات ما يصيب واقعنا، فالكوكب الذي نعيش عليه.
يختبرنا، بسمو ملكي، متفرد، عبر نقاش، ما سيكون عليه الواقع الإنساني، بعد معارك وازمات كثيرة، كانت جائحة كورونا، ذات أثر، يفرض، نظرة جادة، إلى ما سنكون عليه في كون اتعبته إشكاليات وازمات الحروب والحركات الشعبية، والارهاب والتطرف الذهبي، الخلافات الدينية، وصراعات اقطاب القوي بين الشرق والغرب.
هنا يقول جلالة الملك المعزز، بثقة العارف، ان علينا فهم ما يحدث، عن طريق منطق حضاري، متواتر:
.. "فبدلاً من “تفكيك العولمة”، يدعو جلالته إلى :"أرى أن لدينا الكثير لنستفيده من “إعادة ضبط العولمة”.
وهذا يعني، الحاجة إلى إرادة متكاملة الجوانب، لحماية نتاج البشرية، وابداعات الإنسان في وطنه، بلده، المحيط الذي ينتمي ويعيش ويعمل من خلاله، لهذا قال الملك عبدالله بوضوح مؤثر : ".. هدفنا المحوري هو تحقيق المنفعة لشعوبنا، وأن نسعى إلى إعادة ضبط العولمة لتعزيز وبناء القدرات في بلداننا، وللتعاون الحقيقي فيما بيننا، عوضاً عن التنافس، ولنعترف في إعادة ضبط العولمة بأن بلداً واحداً بمفرده، لا يُمكن له أن ينجحَ، لأن إخفاقَ بلدٍ واحد هو إخفاقُنا جميعاً".
.. ومن هذا الوعي الهاشمي المتأصل، نجد ان صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية اختارت مقالة الملك، وخاطبت بها العالم المتشظي المتعب نتيجة الجائحة، وبعنوان مهم:“حان الوقت للعودة إلى العولمة، ولكن لنطبقها بالشكل الصحيح هذه المرة”.
.. يعي، ملك يرى العالم من بلد شرق ارسطي، متجذر حضاري، له عمقه الاستراتيجي، فى مملكة اردنية، هاشمية، نجت نتيجة الحب والانتماء والولاء للعترة النبوية لملوك بني هاشم الأوفياء، ولهذا لفت قلم الملك إلى فكر يعي دلالة ومآلات :"تسارعُ وتيرةِ الأحداث وكثرتها على مدار العقدين ونيف الماضيين، من حروب وهجمات إرهابية ونزاعات في المنطقة وموجات من اللجوء وأزمات مالية، جعلت الأعوام تتداخل ببعضها البعض.
وبمجرد ما بدأت أظنّ بأنني قد مررت بكل التجارب الممكنة، أقبل علينا فيروس كورونا المستجد".
دلالة ذلك، عزيمة هاشمية تختبر الإعلام وتصنع التنمية، وتؤازر منطق التحدي، بالعمل لا الخوف او الصمت.
.. في التجربة الحية، ان جلالته، كان وما زال يقظ الحواس والفكر، قوى الشكيمة، لا يتعب ولا يترك الحدث، وهو يطمئن عن كثب لكل مفاصل إدارة الأزمة في الأردن، منفتحا على ما يحدث في دول المنطقة، وبالتالي العالم وفق حقيقة، يصر عليها الملك أنه: لا يمكننا تجاهل حقيقة أن هذا العدو العابر للحدود ظهر عندما دخل مصطلح “تفكيك العولمة” إلى معجمنا، بفضل بروز القوميات الوطنية الضيقة، وسياسات الحماية الاقتصادية، وبث الشكوك والريبة حول التعاون العابر للحدود بجميع أشكاله.
.. وينطلق، الملك، فى إشارات وتنبيهات مركزة، ليضع بعضا من سيادة منطق العمل المشترك، وتبني المبادرات الحضارية، لجعل عالمنا، اكثر استجابة للتحديات والصعوبات والمخاوف، عدا عن الإرهاب والتطرف، الذي سيكون فاتكا، بعد الجائحة الفروسية، اذا لم ينتهج العالم وشعوبة، سياسة الانفتاح والجديدة، وتوفير سبل الحوار والتنمية المستدامة بعدالة ممكنة.
ومع ذلك، يضع الملك عبداللة الثاني العالم، متيقنا من منطق ووعي فكري-جيوسياسي ملمحا إلى نهج الاردن في تحدي جائحة كورونا بثقة وإدارة متوازن فيري جلالته تصورات المرحلة:"
قرر عالمنا أن يدقّ ناقوس الخطر، وعلى عكس التهديدات التي واجهها العالم سابقاً، نحن جميعاً نواجه اليوم هذا التهديد معاً، وفي آن واحد، فهذه الأزمة قد سلّطت الضوءَ على عيوب نظامنا العالمي، تلك العيوب التي نشأت نتيجة الظلم الاجتماعي، وتفاوت الدخل، والفقر، وسوء الحوكمة.
وبينما يأمل الكثيرون أننا سنتمكن من إعادة بناء عالمنا بعد هذه الجائحة، فإن ذلك لن يكون كافياً، إنما يجب أن ينصبّ تركيزنا على ابتكار ما هو جديد، وما هو أفضل.
..يعنينا فكر الملك عبدالله، يثابر لوضع المملكة الاردنية الهاشمية، أمام العالم بما فيها من بني وقدرات التبادل الحضاري، والإصرار على قوة التميز، والنموذج الأردني في استشراف المستقبل والتكاثف مع العالم بكل الاوقات، لتكون الرؤية الملكية، هي رؤيتنا في الانتماء والتنمية ، ومن موقعنا، كإعلام أردني، هاشمي الانتماء، والولاء، ندرك عبر مؤسساتنا، ان جلالة الملك، وضع مداميك حماية الاردن، والانسان على ثري هذه الأرض المقدسة، التي تشارك عالمنا النبض، ونبض مملكتنا هاشمي، متجذر، يرث الفكر الحر ويمد اليد لكل البشرية السمحاء
.. مقالة ملكية تسمو على اي واقع، تعزز ثقتنا بأننا في حمى سيدنا أقوياء.
huss2d@yahoo.com
الرأي