لن يغفر لكم إن أخفقتم في ذلك
شهم الخوالدة
29-04-2020 12:35 AM
المصائب التي مررنا بها كشعوب تكشف قدرتنا على التحمل وتخطي أكثر المحن صعوبة في صراعنا مع تحديات الحياة ، لقد واجهنا الكثير في هذا العالم ، من حروب كونية ، كوارث طبيعية ، مجاعات ، هجمات إرهابية ، وأوبئة حصدت وقت انتشارها الملايين من البشر كالجدري والطاعون ولكن كل ذلك مر بصعوبة ولكن استطعنا تجاوزه بكل قوة وصبر .
هذا الفايروس ( covid 19 ) الذي غشى العالم أجمع ،، والذي لا يرى بالعين المجردة ، أظهر عجز البشر وضعفهم وقلة حيلتهم ، حيث كشف أنه لا فرق بين دولة عظمى ودولة نامية ، ووضع الجميع في نفس الخانة ، جميع العالم ينتظر بفارغ الصبر اكتشاف علاج لهذا الفايروس ، وكما نرى بأن العالم الذي افترق على الكثير من القضايا يتحد حكما للقضاء على هذا الفايروس .
( covid 19 ) يعي جيدا بأنهم بلا تعاون لن يستطيعوا القضاء علي ، وهي رسالة واضحة منه مفادها " إذا بقيت الأوبئة بلا رادع ، فإننا جميعا سنبقى ضحية لها " وإن الردع يبدأ في الاتحاد والتعاون على مستوى العالم أنظمة وشعوب .
لن نكون بصف من يطالب بالتخلي عن مفهوم العولمة والابتعاد عنه ، ولكن نقول : يجب على الجميع أن يعيد النظر بهذا المفهوم الذي خرج عن مساره وشوهت معانيه ومقاصده بفعل الأزمات الكثيرة التي مررنا بها وخاصة في الفترة الأخيرة التي وقف فيها العالم أجمع لمكافحة الإرهاب الذي ضرب كل منطقة في هذا العالم والذي جعل الجميع يملك أولويات مشتركة ولكنها للأسف لا تترجم إلى عمل جماعي.
علينا النظر إلى العولمة التي مفادها توحيد الجهود والتكاتف على مستوى المجتمع ، وعلى مستوى التعاون المشترك بين الدول ، العولمة التي مفادها التطلع نحو المستقبل ، والنضال في الوقت الراهن ، والابتعاد عن تبادل الاتهامات بين الأطراف .
إعادة النظر بمفهوم العولمة الذي يعني " على العالم التخلص من انتهازيته ونفاقه وتجاهله الأخطار المماثلة التي يمثلها وجود أنظمة تبيد شعوبها ، وتقوم على نهب مقدرات الشعوب وثرواتها ، ولا ترى سوى مصالحها وذاتها ، فتغمض عيونها عن ما يجري في العالم ، ولا تستنفر قواها لمعالجة الأزمات إلا إن اقتربت منها .
العولمة التي تقول : بأن الأبطال ليسوا فقط من هم في الخطوط الأمامية ، بل الأبطال هم كل الأفراد والعائلات في مجتمعاتنا ، الذين بذلوا جهودا هائلة من معاني التكاتف والتلاحم للتخلص والقدرة على تخطي الأزمات والمحن والصعاب .
فما فرض علينا بسبب هذه الجانحة وهذا الفايروس يجب أن نتقبله ، وعلينا التعاون جميعا في هذا العالم للقضاء عليه ، حتى لا نسأل أنفسنا في لحظة من اللحظات لماذا لم نتحرك بشكل أسرع ونضع نهجا استراتيجيا موحدا نسير عليه ؟؟!!
ورسالتي إلى قادة العالم أجمع :
أنتم لا تدينون لشعوبكم فقط ، بل تدينون لشعوب العالم أجمع فجميعنا ينتمي إلى أسرة واحدة ، فلتتعاونوا وتقاوموا كل ما من شأنه إعاقة خطوات البشرية صحيا وثقافيا وفكريا ، وإذا كنتم عل ثقة من صحة البداية ، ستكونون أكثر ثقة من صحة النهاية ، قد تتعرضون لمعاناة الأمراض وتأثيرها على مجتمعاتكم وعلى العالم ، وما تتركه من قلق وخوف ، ولكن مهما كانت المعوقات فإن الإرادة والتعاون المطلق أقوى وأقدر على التحدي ومواجهة كل ما يستجد مستقبل العالم بين أيديكم ، وعليكم أن تتعاونوا معا ، والعالم لن يغفر لكم إذا أخفقتم في ذلك