احتواء كورونا وحرق المراحل
حسن هزاع الشوبكي
28-04-2020 10:43 AM
لاحظنا مؤخرا ان اصواتا واقلاما من أفراد وجماعات راحت تدعو الحكومة إلى اتخاذ المزيد من أوجه فتح القطاعات والنشاطات المختلفة إلى ان وصل الأمر الى الدعوات لفتح أبواب المساجد ودور العبادة للمصلين.
وقبل ان اعبر عن رأيي بهذا الشأن أود التذكير ان الإجراءات الوقائية المتصلة بالاوبئة هي بالأساس قرارا صحيا متخصصا وليس رأيا شعبيا ولا حتى قرارا حكوميا، اذا وعودا إلى صلب الموضوع يجب أن نتذكر اننا نتعامل مع وباء مستجد شرس لم تتضح كل خفاياه حتى لأمهر الخبراء، ولكننا كلنا بتنا نعرف حقائق مؤكدة عنه منها طول فترة الحضانة لدى المصاب والتي قد تقارب الشهر عند البعض منهم الذين لا تظهر عليهم خلال هذه الفترة اية اعراض، لابل وأكثر من ذلك أن بعض المصابين لا تظهر عليه اية اعراض اساسا ويستمرون بنقل العدوى لكل من يتعاملون معهم، وأن افضل الظروف التي ينتعش فيها الفايروس ويتمدد وينتشر بسرعة تتمثل بالتجمعات والتقارب الاجتماعي والاماكن المغلقة، وهذا ينطبق بشكل واضح وصريح على المساجد، اضف إلى ذلك أن جميع المصلين يطؤون نفس السجاد ويهبطون بهاماتهم وجباههم عليه ساجدين مما يزيد وبشكل كبير من انتقال الفايروس للسجاد ومنه للمصلين الاخرين، ولذلك فإنني أرى انه من المبكر فتح أبواب المساجد أمام المصلين حرصا على صحة وسلامة عباد الله التي هي الاولوية المقدمة على كل اعتبار استنادا لكل النصوص القرآنية والأحاديث النبوية، ولنتذكر ان الصين التي أعلنت تعافيها من الوباء ما زالت تتعامل بأقصى درجات الحرص ومنع التحرك الا في أضيق الحالات والتزام صارم بالمعقمات والكمامات والقفازات ومنع كامل لأي شكل من أشكال التجمع البشري، فما بالك بالتجمع الكثيف في بيوت الله ولخمسة مرات يوميا.
أيها السادة دعونا نفكر بقليل من الوعي والمسؤولية وبعيدا عن العواطف والشعبوية، فالمعركة اليوم شأنا صحيا خالصا، ولندع الخبز لخبازه.