قال تعالى : " وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسولــُـه والمؤمنون " صدق الله العظيـــــــم
إنّ العمل كان وما زال ، شريعة الحبّ الكبرى في كل زمان ومكان ، فكم من أمّة ٍ كانت مقيّدة العجز ، رهينة أغلال الفقر والحاجة ، فلما لجأ أفرادها إلى العمل المنتج المثمر ، أنقذوا أمّتهم من حاجتها ، وسموا بها إلى ذروة التقدّم والرقيّ والازدهار .
وكم من أمّة ٍ كانت تتربع ناصية المجد ، فلما لجأ أفرادها إلى الخمول والكسل ، هوت إلى الحضيض . وكثيرون من الناس يقضون أيّامهم في فراغ ، ولا يريدون أن يملؤوا صفحات حياتهم الفارغة شيئا ً . يمرّون دون أن ينفعوا أو يفيدوا ، الكسل يغريهم ، والبطالة تأكل أيامهم ، لأنــّـهم يكرهون أن يعملوا ولكن الجزاء الذي أعدّته الحياة لهؤلاء ، السآمة التي لا تنفكّ تلازمهم حيثما نزلوا ، تجلب لهم الملل من كلّ شيء في الوجود ، حتى يروا أنّ هذه السآمة التي نزلت بهم هي أشقّ عليهم من قسوة العمل ، فإذا أراد هؤلاء مسرّة حقيقيّة مضاعفة ، فلم يجدوها في الفرار من العمل الذي يخلق في النفس اللذة والغبطة الحقيقيّة .
إن الجوع يستطيع أن يترصّد باب الرجل العامل ، ولكنه لا يجرؤ على اقتحامه ، بينما الكسول تعضــّـه أنياب الفاقة وتهزّه الحاجة ، والمجدّ بعمله ، يضاعف ثروته ، ويكفل لها موارد لا تنضب ، ولا يمكن أن ننسى أنّ علاقة الإنسان تتوقف على رابطة العمل .