فالأمر يقع على عاتقـنا الآن
لينا العالول
27-04-2020 10:51 PM
بالتزامن مع تخفيف الاجراءات الحكومية والسماح للعديد من القطاعات الصناعية والتجارية بممارسة أعمالها والسماح للمواطنين بالتنقل بمركباتهم الخاصة وعلى طريقة التنظيم الزوجي والفردي. أصبح المواطن اليوم يتمتع بحرية التنقل والتسوق والعمل وبحسب ما هو مصرح به. لكن من المهم أن ندرك أن الان الكرة في ملعبنا، فمن المهم أن نعي أننا حققنا نتائج مطمئنة وعدد إصابات محدودة ليس بسبب أن الفايروس قد انتهى أو أختفى، بل بسبب اجراءات الحظر والتباعد الاجتماعي والإلتزام في المنازل. فلا يغرنك الأمر فتستهين أو تستكين. من الضروري جدا أن نلتزم اليوم بالاجراءات الوقائية الصحية أكثر مما قبل. لأن الآن فرص التباعد الاجتماعي والعزلة ستقل شئنا أم أبينا، واذا تهاونا في اخذ الاحتياطات الضرورية ولبس الكمامات والقفازات وعمليات التعقيم، أخشى أن نعود خطوات للوراء، لا سمح الله!
من الواضح أن جائحة فيروس كورونا المستجد لن تنتهي قريبا كما صرحت منظمة الصحة العالمية. وأنه ما زال أمامنا طريق طويل والكثير الكثير من العمل. فلا راحة قبل القضاء التام على هذا المرض اللعين. فعلى الأرجح سنحتاج للالتزام أكثر بالتباعد الاجتماعي لفترة من الزمن قد تطول لأشهر عديدة، ومن الجيد أننا ما زلنا نحافظ على قرار عزل المحافظات عن بعضها، لنتكمن من تعقب الفايروس في حالة ظهور بؤره مجددا. فحسب توقعات المختصين، قامت جامعة هارفارد بإجراء بحث جديد عن طريق استخدام نماذج المحاكاة لانتشار الفايروس على جهاز الحاسوب، وتوصلوا إلى أن الأزمة قد تطول وأن علينا الإلتزام بتدابير التباعد الاجتماعي والتدابير الصحية ربما حتى عام 2022 في العالم أجمع، ما لم ينجح العلماء بالتوصل لطرق أكثر نجاعة في القضاء على الفايروس كاللقاحات أو الأدوية. وكما يحذر الخبراء والمختصون من أن يشهد العالم موجة ثانية من تفشي الفيروس بنهاية العام الحالي عندما تنخفض درجات الحرارة مجددا، في حال استجابة الفايروس للتقلبات المناخية وارتفاع درجات الحراة في الصيف وتراجع عدد الحالات المصابة أصلاً.
ومن حسن الطالع، أن الحكومة ما تزال في حالة تأهب ودراسة مستمرة وتقييم دائم لكل اجراء أو قرار يتم اتخاذه. وهي على استعداد للتغيير والاستجابة السريعة في حال شعرت بأن هناك أي احتمال لزيادة مخاطر الوباء ومتطلبات احتوائه، وبطريقة تضع صوب أعينها المصلحة الوطنية العليا في المحافظة على صحة المواطنين. وهذا أمر يدعو للإطمئنان. كما يدعو لتكاتف الجهود الوطنية جمعاء والصبر والثبات والتدرج في فك الحظر الصحي والدراسة المعمقة للقرارات لننجو جميعا ونخرج من هذه الأزمة أقوياء سالمين.