إطار مقترح للسلام في فلسطين
يوسف عبدالله محمود
26-04-2020 08:14 PM
صاحب هذا الاقتراح هو جون ويتبيك المحامي الأمريكي العالمي والمسؤول في الحزب الجمهوري من مقاطعة لاودون، بولاية فرجينيا.
كان ويتبيك رئيسًا للحزب الجمهوري بفرجينيا في الفترة من 2015 إلى 2018 وهو أحد الذين قدموا المشورة و النصح للفريق الفلسطيني الذي ضم شخصيات بارزة من المسؤولين الفلسطينيين في مفاوضات القاهرة في شهر نوفمبر 1993 مع وفد اسرائيلي ضم أربعة من أعضاء الكنيست الإسرائيلي.
كان الهدف من اقتراح "إطار السلام" الذي قدمه وتبيك للفلسطنيين والاسرائيلين هو أن يراعي قضية "الامن"و السلام للاسرائيلين ويوفر "الكرامة" للفلسطينين، ويضمن مستقبلا آمنا لكلا الطرفين لممارسة حياتهم اليومية باطمئنان .
يقوم الاقتراح على اساس دولتين يضمهما اتحاد كونفدرالي ـ يجعل اقتصاد الدولتين موحدا، بينما تتمتع كل دولة بسيادة حقيقية، اما بالنسبة للمدينة المقدمة "القدس" ، فتكون السيادة عليها مشتركة ... مدينة مفتوحة غير مقسمة، وعاصمة لكلا الدولتين، ولها مجلس بلدي واحد اما سكان الارض المقدسة ـ و الكلام لهذا المحامي ـ فلهم الحق ان يتمتعوا بالجنسية الاسرائيلية او الفلسطينية.
وللجميع الحق في الترشيح للمجلس البلدي الخاص بالمدينة المقدسة.
في مقترحه او خطته بند يقول: من حق الاسرائيلين ان يعيشوا في دولة اسرائيل على الا يشمل ذلك الجميع منهم.
كذلك من حق الفلسطينين ان يعيشوا في ارض فلسطين التاريخية على الا يعني ذلك جميع الفلسطينين.
وحتى تبدّد مخاوف الاسرائيليين الامنية يدعو جون ويتبك ان تكون دولة فلسطين منزوعه السلاح، والاكتفاء بوجود شرطة تحمل السلاح اما حق دخول الفلسطينيين او الزائرين للدولة فيتم عبر الاسرائيلين. ويمكن للامم المتحدة ان تشرف على تطبيق ذلك.
في مقالة له نشرها في مجلة "وشنطن ريبورت لشرح المقترح، يرى ويتبيك "القدس" مشكلة المشاكل بالنسبة للاسرائيلين والفلسطينين، وكما ذكر سابقا فإن افضل حل يراه هو ان تبقى المدينة مفتوحة للجميع و غير مقسمة.
ويستحضر في هذا الصدد حالات مشابهة لمقترحه. فقد ظلت مدينة شاندجار الهندية، مثلاً، عاصمة لولاتين هنديتين دون تقسيم . اما السودان ـ والكلام لهذا المحامي ـ فقد ظل لنصف قرن مقسمًا بين بريطانيا و مصر . وعليه فهو يقترح ان تنتقل مكاتب الحكومة الاسرائيلية الى الجزء الغربي من المدينة المقدسة، في حين تنتقل مكاتب الحكومة الفلسطينية الى الجزء الشرقي من المدينة.
ولنتخيل ان مدينة القدس اشبه بكعكة، يمكن تقسيمها الى شريحتين رأسيا او افقيا. في هذه الحالة من حق الفلسطينيين و الاسرائيليين ان يتقاسما هذه الكعكة على ان لا يسمح للكثير من الاسرائيليين ابتلاع الشريحة الافقية.
ووفق ما يقول صاحب هذا الاقتراح، فان قضية القدس ستغدو محلولة، مفتوحة لجميع الاديان، يتقاسمها شعبان اثنان.
اما الحدود فستغدو مفتوحة بين الجانبين. و وفق هذا التصور فان العالم، والكلام لويتبيك، سيعترف للفلسطينيين بحدود ما قبل حرب 1967 في حين تصبح القدس عاصمة للطرفين . في هذه الحالة ستعترف الدول العربية باسرائيل، وسيستعيد الشعب الفلسطيني ـ والكلام لهذا الرجل ـ كرامته !
الم تنص على ذلك المبادرة العربية عام 2002 ؟ . وفي حال الوصول الى هذا الوضع ورفرفة العلم الفلسطيني فوق مكاتب الحكومة الفلسطينية في مدينة القدس، فان الكثير من العقبات سيتم تجاوزها، وان ظل بعض العرب ينظرون لاسرائيل من منظور " الكراهية".
هكذا يرى الغرب حل القضية الفلسطينية من منظورهم الكليل ويغفلون عن قراءة التاريخ، فقد مر على فلسطين ومدينة القدس محتلون كثر عبر التاريخ، لكنهم تركوها صاغرين وسوف تعود مهما طال الزمن.