هنا اتحدث عن رأيي الشخصي .. كصحافية وإعلامية متعمقة في المجال الاعلامي .. من حقي ان اقوم بالثناء والمديح ومن حقي النقد البناء والموضوعي ..

حلقة ليلة امس مع وزير الصحة سعد جابر والتي قام بتقديمها الاستاذ الصحافي عمر الكلاب عبر التلفزيون الاردني .. كانت رائعة جداً من وجهة نظري ..

فعلى الرغم من ان الكثيرين عبرمواقع التواصل الاجتماعي اساؤوا لمقدم البرنامج الاستاذ عمر كلاُب والمصيبة انني لم اجد اي سبب يذكر للانتقاد سواء له بشكل شخصي او لمضمون الحلقة .. فقط انتقادات وتلميحات من دون ذكر اي سبب يدعو لتلك الانقتادات الجارحة له وللحلقة المقدمة .... فبخصوص طريقة طرحه للاسئلة

فما المانع ان يسأل المذيع وزير الصحة لمن تغني .. حيث اجابه الوزير: اغني لام كلثوم.. وما المانع ان يطلب منه المذيع الغناء.. مع ان المذيع لم يلح على هذه النقطة !!
ما المانع ان يقدم المذيع لقطة من مسلسل الاطفال عدنان ولينا ويسأل الوزير بماذا يذكرك هذا البرنامج ! فيجيب الوزير لقد أسميت ابني عدنان.. لمتابعتي واطفالي هذا البرنامج...
ما المانع ان يكون البرنامج المقدم عبر تلفزيوننا الاردني بهذه الطريقة العفوية الجميلة التي ينتظرها الكثيرون كي يعرفون بعض الامور الخاصة المتعلقة بوزير الصحة ..

المقابلة تضمنت الحديث عن ازمة كورونا .. وعن بعض اموره الوزير الشخصية .. وقد تم تقديم الحلقة بطريقة سلسة وبسيطة وقريبة للمشاهد .. وقد خرج البرنامج بطريقة غير تقليدية.. وهذا شيء طبيعي.. ومن الضروري ان تأخذ البرامج شكلاً اخر غير الذي اعتاد عليه المشاهد .. كون هذا البرنامج يبث في شهر رمضان ..

للاسف نحن نتقبل ونتابع برامج كثيرة تأخذ اشكالا متعددة في طريقة الطرح عبر القنوات الاخرى ونحترم تلك البرامج ونحترم مقدميها رغم اننا لا نعرفهم .. لكننا لا نتقبل التغيير في وسائل اعلامنا الرسمي ..

مقدم البرنامج الاستاذ عمر كلاُب هو صحافي وليس بالضرورة ان يكون إعلامياُ كي يقدم برنامجاً تلفزيونياً .. بالمقابل ليس كل مذيع في وسائل اعلامنا يصلح ان يكون إعلامياً ايضاً.. فأنا لا ارى اي داعي لهذه الهجمة على الحلقة المقدمة وعلى مقدم الحقلة ..

فأذا كانت كل هذه الانقادات والهجمات اللاذعة من قبل البعض عبر مواقع التواصل الاجتماعي على مضمون الحلقة .. فأنا برأيي فان مضمون الحقلة جميل وسلس ولم اجد فيه اي جانب يدفع بالكثيرين للهجمات اللاذعة ..

واذا كانت الانتقادات اللاذعة موجّة لمقدم الحقلة فهنا اصبحت المسألة شخصية ولا استطيع الا ان اقول بان البعض.. واكرر (البعض) ولا أعمم .. من يشغلون في قطاع الصحافة والاعلام يمدون اليد اليمين لزميلهم ويطعنون بالشمال .. فهناك اساءات جارحة جدا وجُهت لهذا الصحافي ..

أما اذا كانت الانتقادات لمضمون الحلقة وللصحافي مقدم الحلقة معاً ... فنحن هنا نسيء لمؤسسة عريقة قامت إدارتها باختيار هذا الصحافي ووافقت عليه.. ووافقت بان يكون مضمون المقابلة بهذا الشكل ..

انا عن نفسي سأشكر مقدم الحلقة على هذا الإعداد غير التقليدي.. بغض النظر عن الاتهامات الموجه اليه من توجهات وافكار يحملها.. وعلينا ان نفصل ما بين فكر الصحافي وما بين مهنيته وثقافته .. فكل شخص فينا يحمل فكراً خاصة به .. فأنا هنا اتحدث بطريقة موضوعية كمشاهدة للحلقة

واقدم شكري للقائمين على هذا البرنامج .. واتمنى ان نجد اهتماماً أوسع من أعلامنا الرسمي لإعداد مثل تلك البرامج العفوية التي تخاطب شرائح المجتمع كافة وتخرج من اطار الجمود والتعقيدات والبروتكولات الى اطار من العفوية والسلاسة خاصة مع الشخصيات العامة التي في الاشهر اللاحقة ..

واتمنى ايضاً ان نتقبل فكرة ان الصحافي يمكن ان يكون اعلامياً .. والاعلامي يمكن ان يصبح صحافياً ايضا من خلال إجتهاده وتطوير ذاته.. والصحافي او الكاتب حين يقدم لنا برنامجاً عبر الشاشة او عبر اثير الاذاعة فهو ليس دخيلاً على هذه المهنة .. لان بعض الاعلاميين ايضا يدخلون على قطاع الصحافة ويساهمون في كتابة المقالات .. وقطاع الصحافة والاعلام هو قطاع واحد لا يتجزأ بالمبدأ والاخلاقيات والقوانين على الرغم من ان وسائل الصحافة والاعلام تختلف الا ان جوهرها يبقى واحد