حق الطالب .. والأستاذ الجامعي!
الدكتور مفضي المومني
25-04-2020 02:54 PM
طالعت ما نُشر في إحدى المجموعات الفيسبوكية لطلبة الجامعات وتحت عنوان(ليس من حق الأستاذ الجامعي)، مجموعة من الملاحظات للطلبة دون تحديد المدرس أو الجامعة، وهنا أقول لطلبتنا الأعزاء، ومن باب حرية التعبير التي يجب أن نصونها لطلبتنا، ومن باب مفهوم الجامعة الأشمل التي تسعى لبناء وتشكيل سخصية الطالب بجميع المزايا والصفات الحسنة ليكون مواطنا فاعلاً مسؤولا يحمل سلوكات إيجابية تجاه جامعته ومدرسيه ومجتمعه ووظيفته وعمله فيما بعد، وملاحظات الطلبة يجب أن تؤخذ وتناقش أيا كانت، ولا يجوز لأي مدرس جامعي أيا كان أن يتعامل بغير الإحترام والقبول والإهتمام بطلبته، وشخصيا وعبر مسيرتي التدريسية والإدارية لم أواجه مشكلة مع طالب أحترمه ويبادلني الإحترام، ويشعر أنني موجود لخدمته ومساعدته على التعلم لا بل تسهيل التعلم بالمفهوم الحديث(مُسَهِل)، ومن خبرتنا ومن الأدب التربوي المسلكي لا يكفي أن تمتلك المعرفةالعلمية بتخصصك لتكون مدرساً جيداً، بل يجب أن تكون مؤهلَاً تربوياً ومسلكياً لتكون مدرساً جيداً تستطيع ضبط عملية التعلم بشكلها الصحيح، ولا أنكر هنا أن الكثير من الأساتذة الجامعيين ليس لديهم تأهيل تربوي مسلكي حصلوا عليه بالتدريب أو بشكل نظامي، وهنا يُطرح تساؤل كيف يدرسون إذاً؟ والجواب أن هنالك نماذج للمدرسين العاملين، منهم من حصل على تأهيل تربوي مسلكي إضافة للتأهيل في مجال التخصص، وهذه الفئة ناجحة في التدريس بالغالب، الفئة الأخرى دخلت مجال التدريس دون الحصول على تأهيل تربوي مسلكي، وأعتمدت على التجربة والخطأ في التعامل مع الطلبة، أو تمثلوا تجارب ونماذج لأساتذة درسوهم سابقا إما في الجامعات أو المرحلة المدرسية، وهذه الفئة بعضها ناجح وبعضها ناجح نسبيا ولكن بعد تأثير سلبي قد يطول على الطلبة والعملية التدريسية، الفئة الثالثة من المدرسين الجامعيين، فئة لديها معرفة في مجال التخصص لكنها لا تؤمن بالتأهيل التربوي والمسلكي لإدارة عملية التعلم، وهذه الفئة تستخدم أساليب الترهيب والترغيب، ولديها أخطاء فادحة في التعامل مع الطلبة وتدريسهم وتقييمهم، وهنالك فئة للأسف ضعيفة في مجال التخصص وليس لديها تأهيل تربوي مسلكي، وهذه الفئة تحاول أن تظهر بمظهر التعالي والتشدد مع الطلبة، أو التساهل لتغطية الضعف، وأعتقد أن هذه الفئة يجب أن لا تستمر في عملية التدريس.
أما ما طرحه الطلبة، فيجب أن نعرف جميعا أن التدريس عن بعد تجربة جديدة على الجميع، وقد أُقحِمنا فيها جميعا، ولا شك أن جامعاتنا حققت نجاحات، وأساتذة الجامعات بذلوا ويبذلون مجهودا غير عادي، لتيسير وتسهيل عملية التدريس عن بعد، ولا شك أن هنالك تفاوت بذلك بين المدرسين، فبعضهم يستخدم أفضل الطرق والبرامج في التعليم الإلكتروني لطلبته وبنسب متفاوته، وبعضهم أستخدم أقصر وأبسط الطرق مثل الواتس اب أو الفيسبوك ماسنجر ، وبعضهم اعتمد على تواصل شكلي من خلال تحميل بعض الملفات للطلبة، وبعضهم وهم قلة على ما اعتقد لم يصلوا لطلابهم بعد… وفي ظل هذا التفاوت، وإختلاف المتابعة من إدارة الجامعات، والتي بعضها يتابع كل مدرس يوما بيوم، ويصل إدارة الجامعة تقارير من المدرس ورئيس قسمه وعميده وإدارة التعليم الإلكتروني، وكذلك من الطلبة بهدف تجويد عملية التعليم، ولا ننكر حرص وإخلاص مدرسنا الجامعي على مصلحة طلبته، ولا ننسى وضع الطلبة وإهتمامهم، فمنهم المهتم والمتابع أولا بأول، ومنهم غير المهتم والذي يتغيب ولا يشارك، ولا يقوم بحل الواجبات المطلوبة، ومنهم من لم يلتحق لتاريخه بمُدرسه..!
وهنا يجب أن نأخذ بعين الإعتبار الفروق الفردية بين الطلبة، وكذلك أوضاعهم الإجتماعية العائلية، وكذلك أوضاعهم الإقتصادية ومدى توفر الأجهزة من حاسوب او تلفونات ذكية أو توفر شبكة الإنترنت، ولا ننسى أن التجربه لدى الطلبة جديدة أيضا، لذا سنجد الكثير من الملاحظات من قبل الطلبة وكذلك المدرسين، لأن العملية غير مخطط لها من الأصل، بل تم إقحام الجميع به نتيجة للظروف التي فرضها الوباء، ولا تستطيع أي جامعة حاليا أن تدعي أن الأمور مئة بالمئة، لكننا نقول أن الجميع مهتم ويبذل اقصى ما يستطيع لتفعيل التعليم عن بعد.
أما ملاحظات الطلبة وما كتبوه أنه ليس من حق الأستاذ الجامعي:
1- مواعيد الحاضرات غالبية الجامعات طلبت من المدرسين ان تكون في موعدها، وإذا تم التغيير فبالإتفاق مع الطلبة ضمن اليوم الدراسي. وقضية المحاضرات والإمتحانات المسائية غير مسموح بها، وغالبية إدارات الجامعات تؤكد أن يكون ذلك بالأوقات والأيام المعتادة للتدريس.
2- قضية الواجبات، الطلبة على حق يجب عدم تكليف الطلبة بواجبات كثيرة تزيد عن طاقاتهم وإمكاناتهم، ويجب مراعاة وضعهم النفسي والعائلي ومدى توفر الأجهزة وشبكة الإنترنت وكذلك العبء الدراسي للطالب.
3- تجنب تكليف الطلبة باعباء أيام العطل الرسمية والتواصل معهم واقتصار ذلك على أيام التدريس، مع علمي بأن بعض الطلبة يقتحمون خصوصية المدرسين بأي وقت وغالبية المدرسين يتفاعلوا معهم ولا يصدوهم.
4- نعم الدكتور ما بحقله ( يشلفق المادة)، وأعتقد أن الغالبية العظمى من مدرسينا لا تفعل ذلك، وإذا شعر طالب بهذا فيمكنه الطلب من مدرسه وسؤاله ومتابعته والخطوط مفتوحة مع إدارة الجامعات لملاحظات الطلبة،
5- نعم لا يجوز عمل إمتحانات ايام الجمعة، ولكن أيام السبت هي أيام أمتحانات وتدرج في برامج الاإمتحانات في الأحوال العادية، وبكل الأحوال يفضل الإتفاق على مواعيد الإمتحانات مع الطلبة ضمن أوقات وأيام التدريس المعتادة.
6- قضية كثرة الواجبات والإمتحانات القصيرة نعم يجب عدم المبالغة فيها وعلى المدرس تقدير ظرف الطالب وعبئه الدراسي، أما آلية توزيع العلامات فمن حق الطالب معرفتها، سيما أن وزارة التعليم العالي عممت ذلك.
نعم وجهة نظر الطلبة يجب أخذها بعين الإعتبار، ومن حق المدرس على طالبه، أن يثق به وأن يتفهم ويقدر جهده وتعبه، وأن كل ذلك لمصلحته، ويجب على المدرس أن يتقبل وجهة نظر طلبته وأن يناقشهم ويقنعهم، ولا يقمعهم، مع أن غالبية الطلبة يبحثون دائما عن الطريق الأسهل وهذا من تجربتنا أيام كنا طلاباً..!، ولكني أقول لهم، إن طلب العلم يتطلب الجهد والتعب والسهر لنحقق ذاتنا، ونحقق أمل اهلنا ومجتمعنا وبلدنا بنا، وتبقى عملية التعليم عن بعد في هذه المرحلة تجربة تحتمل الأخطاء، ولكن يجب أن تعلمنا الدروس لما بعدها… حمى الله الأردن.