بعد أن غابت منابر الوعظ المباشرة ( المساجد وتجمعات العزاء)، لجأ البعض إلى البدائل المتاحة من البث المباشر لتقديم المواعظ الدينية بالصوت والصورة.
ويحسب ذلك من التكيف والاستجابة لتحدي فايروس كورونا، الذي أكره الناس على التباعد الفيزيائي وفرض عليهم احترام المسافات وتجنب التجمعات، وقد برزت أهمية المجال الحيوي أو المغناطيسي لكل إنسان، فأصبح النأي بالنفس ثقافة جديدة، وعادة مكتسبة.
أرجو الانتباه إلى
ثلاث نصائح ، لرواد المنصات الجديدة.
الأولى: الاختصار والاختزال والتكيف، والدخول إلى الموضوع مباشرة وعدم الإطالة في المقدمات أو الاطناب في الشروحات، ليتذكر الواعظ انه ليس الوحيد وإنما هو احد المئات أو الآلاف.
الثانية أن يحدد المُرسل هدف الموعظة ومضمون الرسالة، والجمهور المُستهدف من الخطاب، وما الذي يريد أن يوصله إلى الجمهور؟.
مع الإنتباه أن جمهور الفضاء عبر منصات الإعلام البديل ليس محصورا ولا محدودا وان المتابعين باهتمام إما معجب ومحب أو ناقد متربص لزلة لسان.
الثالثة أن يجيب على السؤال ما الجديد الذي يقدمه لجذب المشاهدين؟
فإذا كان القليل يدخل إلى القلب دون إستئذان فليس ثمة متسع لأن يدخل الجميع!...
ولن تذكر هدي رسولنا الكريم - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يتحيين الصحابة بالموعظة مخافة السآمة والملل وهو الذي لا ينطق عن الهوى.
أخيراً قلم الكاتب احيانا أفضل من لسانه لأن القلم مقيد واللسان طليق.
ورحم الله من قال : يموت الفتى من عثرة من لسانه وليس يموت من عثرة الرجل.