اصحاب الكلى المزروعة يصارعون الموت دون الوصول للدواء
د. محمد حيدر محيلان
24-04-2020 12:30 PM
قد لا يموت زارع الكلية من فايروس كورونا اذا ذهب لجلب دواءه من المستشفى لان احتمال ان يمسك الفايروس ضئيل ومقدور على تجنبه، بالكمامات والتباعد وغسل الايدي والتعقيم ، أما ان يبقى ممنوعا من وصول المستشفى وتناول الدواء فاحتمال ان يموت بعد اسبوع من نفاذ الدواء هو 95% ... اعرف الكثيرين الذين يتم صرف الدواء لهم من مستشفى الامير حمزة وهم في اربد او الكرك او السلط وغيرها من المدن النائية والبعيدة وغيرهم من اصحاب الامراض الاخرى كأمراض القلب والضغط والسكري .. وقد تتوفر هذه الامراض بأقرب مستشفى اما ادوية زارعي الكلى فليست متوفرة في كل المستشفيات ولا يتم صرفها الا من قبل الدكتور المختص والذي يراجع عنده المريض
وهي ذات اسعار مرتفعة تصل للالاف ويعني هذا انه لا يستطيع المريض شراءها على حسابه ....
شكى لي احدهم انه لم يترك وسيلة الا اتبعها لصرف وصفته الشهرية ولم يترك سببا الا اتبعه ولم يجد ردا ولا حلا من وزارة الصحة ... وتطبيق حكيم لا يرد وان رد يقول له تم صرف الدواء لك !؟!؟
فيزيد المريض قهرا على قهر ومرضا على مرض ... فيموت قهرا وغما علاوة على المرض وتباعد الدواء عنه بفضل سياسة وزارة الصحة الخاطئة والتي تركز اهتمامها على مكافحة فايروس كورونا وتترك الشئون الاخرى بلا وال يدير الازمة فيها .
نعم نجحت وزارة الصحة في مكافحة جائحة الكورونا ولكن اخفقت في ادارة الامور والواجبات الاخرى. ففي حجر واغلاق المدن والسبل امام هؤلاء المرضى وذويهم للوصل للدواء ... وبدون تصرف لهم تصاريح لمراجعة المستشفى في مدينة اخرى غير مدينة المريض هو جريمة وحكم باعدامهم بدون ذنب اقترفوه .
نداء عاجل لوزير الصحة ليكمل مشوار نجاحه فلا ينغص عليه فرح وزهوة النصر غدا عندما ينتصر في معركته مع الفايروس ويلتفت الى مواطنيه واذا هم قتلى اغفاله وتجاهله.
هؤلاء الذين يصارعون الموت المؤكد من عدم تناول الدواء بشكل مستمر ، في حين اصابتهم وغيرهم بالفايروس هي احتمال يمكن تجنبه. عدد وفيات كورونا في الاردن لم يتجاوز اصابع اليد غير ان الذين يلاقون حتفهم من عدم الوصول دواء ابقاء كلاهم تعمل يزيد على هؤلاء، وهم يلقون حتفهم كل يوم وبصمت وقهر وشكوى لله فهل بجوز هذا يا وزير الصحة!؟
نريد حلا سريعا لهؤلاء وصرف تصاريح عاجلة لهم او لذويهم ،لجلب الدواء فكل الحلول التي تذكرها وزارة الصحة للاتصال والتواصل من خلال حكيم وغيره هي كلام بكلام، بل تزيد المتصل قهرا ومرضا.
اتركوهم يصلوا للدواء ليحيوا ... فقد اصبح مواجهة الفايروس وملاقاته من قبلهم اهون بكثير من عدم توفر الدواء المهلك لا محالة ...فليدرك هؤلاء وزير الصحةقبل ان تفشل كلاهم التي زرعوها بضنك وتعب وبعد جهد ومشقة ... فإنهم يصارعون الموت قبل فوات الاوان ولات حين مندم ... فستذكرون ما اقول لكم وأفوض امري الى الله ان الله بصير بالعباد.