الإبداع والتغيير؛ في ظل كورونا!
د. أروى الحواري
22-04-2020 03:23 PM
يشهد العالم اليوم نقلة نوعية مختلفة على الصعيد العالمي من حيث؛ الأنظمة الصحية، والاقتصادية، والاستثمارات العالمية، تقلبات كثيرة لم تحدث منذ سنوات عديدة، بالنظر إلى الفايروس المتناهي في الصغر والمتقلب الأطوار، وملاحظة سرعة انتشاره المتزايدة؛ نراه يهاجم الدول بلا هوادة؛ فيهدد نظامها الصحي ويوقف عجلة حياتها الاعتيادية، مخلفا وراءه تبعات اقتصادية شتى قد يطول أمدها لسنين.
نحن اليوم بحاجة ماسة للتغيير؛ لا بد أن نستغل هذه الظروف الصعبة لنخلق منها عالم جديد بمقاسات جديدة؛ تنقلنا من صعوبة الحدث ومتاهته إلى بوابات النجاح بأقل الخسائر وأقل تكلفة، نحن اليوم على عتبات التغيير، لمواجهة أي تهالك اقتصادي قد يهدد حياتنا واستثمارنا، فلا بد أن نعيد حساباتنا و نفتح لأنفسنا بوابات جديدة للعمل؛ من خلال التركيز على علم الحاسب الالكتروني والبوابات الذكية، ومن ثم استغلال الموارد البشرية وطاقاتها الذكية لجعل العمل أكثر سهولة وأكثر أمنا وأكثر ربحا.
نحن بحاجة ماسة لتجديد أنفسنا وحث ذواتنا على التطور الحقيقي الذي نأمل حقا الوصول إليه، في ظل الظروف الصعبة والتحديات الاقتصادية التي تجابه كل فرد فينا، لن نقبل أبدا بالاستسلام لتلك الجائحة والوقوف مكتوفي الأيدي ليطال الخراب كل بيوتنا، فكل فرد فينا مسؤول عن تغيير نفسه أولا والحفاظ على وطنه ثانيا، ولا يكون ذلك إلا من خلال العمل الجاد والصادق، ليصبّ في مصلحة الجميع.
العالم اليوم يواجه أكبر خطر يهدد أمنه وأمانه، ولا ننسى أنّ الأردن كان من طليعة الدول التي تصدّت لتلك الجائحة بكل إصرار وثبات وتروي، وهي إن شاء الله في طريقها للتعافي التام، ولا ننكر أنّ الشعب الأردني أصيب بالضجر والاحباط جرّاء ساعات الحظر؛ ولكنه أثبت عزمه ووعيه ومواطنته الصالحة في الالتزام الطوعي في البيت وعدم الاختلاط واتباع الإرشادات الصحية، وصبره بالتكاتف مع الأجهزة الأمنية والطبية التي أثبتت جدارتها في إدارة الازمات.
والسؤال الذي يطرح نفسه؛ هل التركيز على عودة الحياة الطبيعية بشكل تدريجي ومنضبط، لإدارة عجلة الاقتصاد كفيل بأن يعيدنا حيث كُنّا؟ إنّ استغلال الظرف الراهن في المحنة التي نعيشها هو الصورة الحقيقة للعملة النقدية التي بين أيدينا، إنّ التركيز على إنتاج ما يحتاجه السوق العالمي من مستلزمات طبية وغذائية وغيرها مما تعطل إنتاجه في الأقطار الأخرى خطوة لا بأس بها، ولكنها غير كافية لانعاش الإقتصاد وتحريكه على النحو الذي يجب، من هنا وجب التفكيير والتركيز على الذكاء الاصطناعي، وتشغيل محاكاة لفهم نمط الاقتصاد العالمي وكيفية العبور بشكل آمن وفعّال، فلا بد من استقطاب الشباب وطاقاته وابداعاته لعمل نماذج ذكية تدمج الواقع بالخيال من خلال برامج الذكاء الاصطناعي.
ولا بد أن نستذكر دائما أننا نعيش عصر الثورة الصناعية الرابعة، التي هيئت لنا الفرص لإعادة تشكيل نمط الحياة، بل وصنعت أجيالا مختلفة من الروبوتات الذكية والتي تم تسخيرها في بعض المواقع والتحولات المجتمعية من أجل حل المشاكل البيئية المختلفة وخلق ثورة متجددة في مجال الاستدامة. فهذه فترة استثنائية غير مسبوقة من التاريخ، وحان الوقت لجعل الذكاء الاصطناعي يأخذ دوراً ريادياً في خدمة الإنسانية جمعاء.