نجح الاردن فى بناء جسر الأمان الصحي عبر استراتيجية تعاطي اثبت صدقها ومصداقيتها ونجاعة سياساتها الوقائية وادواتها العلاجية، وبرهن الاردن عن مدى قدرته على فك شفيرات التعاطي مع الازمة بمهنية عالية وانضباط متناهي ، واخذت التجربة الاردنية تصبح نموذجا عالميا في التصدي للوباء القاتل ، عندما حققت نجاحات مشهودة شهد له فيها منظمة الصحة العالمية.
وبهذا يكون الاردن قد شيد جسر الامان الذي سيستطيع الشعب الاردني عبره اجتياز المرحلة بكل سهولة ويسر على الرغم من ظروف العمل الصعبة التي رافقت اليات تشييده ، لكن الاسس العلمية الحديثة التي اتبعتها الدولة في التعاطي كان لها الدور الابرز فى توظيف الارادة الملكية خير تجسيد من خلال حرفية اداء المؤسسات ، الصحية والامنية الوقائية الاستقصائية حيث سجلت في هذه الازمة علامة التميز كاملة.
عندما شكلت فريق عمل مؤسسي برهن من مدى قدرته على احتواء الازمة وحصر جيوبها ومحاصرة علاتها واعتلالاتها ، واعادة شريان الحركة للتدفق من جديد وفق اليات مراقبة حثيثة وجهوزية عالية مرافقة، وبهذا تكون الدولة الاردنية قد سيطرت سيطرة تامة على ميزان حركة الأشخاص واندفاعية حركة الاليات ، وبما يمكنها من ضبط ايقاع
الجميع فى ميزان الحركة المستهدف .
من هنا نستطيع القول ان الاردن انتصر بالمعركة، لكن لم ينتصر فى الحرب بعد ، هذا لان الانتصار فى الحرب بحاجة الى عمل جماعي اقليمي ودولي تفرضه مقتضيات التكيف والاعاشة والتأقلم والإدامة، فان الانتصار بالحرب على وباء عالمي لن يتحقق من خلال انتصار ذاتي محلي، وهذا ما بينه جلالة الملك عندما اعلن ان الاردن ومؤسساته جاهز لمساعدة الجميع اقليميا ودوليا وفي المنطقة العربية كما فى اوروبا وامريكا واينما يلزم من هذه المعركة التي تعتبر معركة الانسانية جمعاء ، والاردن المنتشي بالانتصار المحلي جاهز لمساعدة الجميع في حرب البشرية ضد هذا الوباء الخفي وحوصلة علاته واعتلالاته الصحية منها والوقائية.
وبهذا يكون الاردن هو الدولة الاولى التي ستعلن ان شاء الله رسميا بانها منطقة خالية من الوباء ، ويستطيع العالم عندها اللجوء اليها والاستثمار فيها ويعتبرها نقطة ارتكاز اساسية فى اعادة محركات العمل الاقتصادي العالمي للعمل ، فان الاردن يمتلك ارضية العمل المؤهلة لاعادة انتاج العجلة الاقتصادية، بعد الجملة التي جاءت من على لسان مؤسساته الامنية والصحية والادارية والاستراتيجية عندما وقفت امام الملك القائد وقالت انتهت المهمة سيدي.