تركنا الرجل نغوص في مستنقع الكورونا ومات عن 96 عاما، أقصد الفنان الرسام جين ديتش الذي رسم توم آند جيري –ما غيرها-وأنتج مسلسل باباي (أبو السبانخ) إضافة الى اعمال اخرى كثيرة، تركنا في اليوم الثاني للحجر المنزلي الاجباري (السبت الماضي). تركنا بعد أن أثر عميقا في تفكير أجيال وأجيال، وما يزال.
يقوم جيري الفأر بتوريط توم القط في اعمال تخريبية، خلال محاولة الأخير التصدي للفأر، فتراه السيدة في هذه الأثناء، فتقوم بمعاقبته، غالبا عن طريق إلقائه بشكل مهين خارج البيت.
احيانا تقوم بتدليل قطها الأليف، فيغار جيري، ويقوم بألاعيبه المشهورة، فيخرج توم عن طوره، ويتورط بتكسير الأواني والمزهريات، فتأتي السيدة ذات بطات الساقين العملاقة، وتوبخه ثم تعاقبه.
وهكذا يتحول حامي البيت من الفئران الى ضحية....ضحية لمحاولة قيامه بعمله في تخليص البيت من الفأر الذي يأكل الأجبان ويدمر كل شيء، ويعيث فسادا في كل مكان، على عادة الفئران، بدون اي وازع أو مانع، سوى القط أو المصائد، لكنه اعتاد تجاوز المصائد، لا بل، وإيقاع القط بين انيابها الحديدية.
عندما ارى فستان السيدة أشعر بأنه مليء بالنجوم الخمسين مع خطوط حمراء وبيضاء داخل مستطيل. وهي تعبر عن علم الولايات المتحدة الأمريكية. يضم 13 خطا أحمر وأبيض ترمز إلى عدد المستعمرات الأمريكية عند إعلان الاستقلال عن بريطانيا العظمى بتاريخ 4 تموز سنة 1776 والتي أصبحت أول 13 ولاية بالولايات المتحدة الأمريكية، مع مربع أزرق يضم 50 نجمة بيضاء ترمز إلى عدد الولايات الأمريكية، ويسمى هذا المربع بمربع الإتحاد.
المقصود ان امريكا تقوم في العالم مقام السيدة.. سيدة توم وجيري، فلا نرى سوى مكنستها او عصاها، او بطات ساقيها وفستانها المرفرف، نراها وهي قادمة لتعاقب غالبا، ولتكافئ احيانا.
السيدة امريكا مثل السيدة الكرتونية تخطئ في الحكم على الأشياء، فتعاقب غالبا المخلص لها، وتكافئ العدو، بالتالي استطاعت، هذه السيدة القوية، ان تصنع من الجميع اعداء لها. فالعالم لا يحب امريكا ابدا، لكن معظمهم اما يخشاها وإما يتمنى الحصول على حمايتها او عطاياها.
السيدة القوية هذه الأيام تتخبط في وحل الكورونا ومستنقع تفاهات ترامب، بينما يجلس توم وجيري على (البيتش) يتشمّسان ويجحرانها بشماتة.
سأتوقف عن الكتابة، عليّ متابعة مسلسل توم آند جيري، في نشرة الأخبار.
الدستور