لم ألتق النائب طارق خوري قط ولا اعرفه الا من خلال ما يكتب او يصرح احيانا، وفي الحقيقة فقد رسم بعض الإعلام للرجل صورة سلبية في مخيلتي لم اعتمدها فأنا لا ابني فكرة عن الرجال بسهولة قبل تمعن وتفحص.. هكذا علمتنا الايام والتجارب.
صباح اليوم لفت نظري عنوان على صفحة (عمون) ( تنبيه مهم من النائب طارق خوري)، قرأت التنبيه أو المقال فأيقنت أنه المقال الأفضل بين سيل غث الكتابات التي اغرقت المواقع الأخبارية خلال ( قعدة البيوت) حتى أن اسماء غابت منذ سنين في زحمة طلاب المناصب عادت للظهور من جديد فلا شغل ولا مشغلة والكتابة معفاة من ضريبة المبيعات.
يتحدث السيد طارق خوري عن الأمن الغذائي في ضوء عالم جديد بعد جائحة كورونا ويدعو إلى انشاء ( دائرة سيادة غذائية متكاملة مع سوريا والعراق ولبنان بكل ما تملك هذه الكيانات من تنوع وغنى زراعي وحيواني)، ثم يتحدث عن الأردن فيدعو الحكومة إلى الإسراع في وضع خطة طوارئ زراعية لأستغلال شهر أيار وموسم الخريف لاحقا لزراعة اكبر قدر ممكن من البقاع الزراعية،، ويدعو إلى استغلال حدائق البيوت والشرفات واسطح المنازل في زراعات مثمرة اثبتت جدواها في المجتمعات المثابرة اوقات الحصار والجوع .
هذا موضوع لافت واستراتيجي لم يتحدث به احد على المستوى المحلي حتى الآن كلنا نتحدث في الحاضر فماذا عن الغد القريب بعد أشهر،، بعد عام؟؟ اذا بدأت العملة الصعبة بالتناقص تدريجيا؟؟ ماذا لو استمرت الجائحة بفعل موجة عالمية ثانية؟؟، ماذا لو لم نتمكن من فتح الحدود ونحن نشاهد الاصابات تأتي كلها من الخارج؟؟.
الاعتماد على الذات إلى أقصى درجة ممكنة سيكون عنوان السنوات القادمة فهل لدينا خطة إقليمية او حتى وطنية؟؟ السلة الغذائية سيكون لها الاولوية ولو لم تكن متوفرة أثناء الأسابيع الماضية لفشلت الخطة الصحية الوقائية.
نفتقر إلى برنامج توعية زراعية وطنية لتتوقف ربات البيوت عن التهافت على أشجار ونباتات الزينة وإغلاق ارصفة الشوارع بشجيرات مكلفة لا تطعم ثمرة، ونحتاج إلى برنامج دعم وتوجيه إلى محاصيل استراتيجية قابلة للتخزين.
واخيرا أتمنى أن تلتفت الحكومة بجدية إلى ما كتبه النائب طارق خوري والذي بدوري أرسل له تحية طيبة عبر ( عمون).