عالمية الملك .. قراءة في مقابلة جلالته
د.رائد جازي التبيني
21-04-2020 12:13 PM
أحببت أن أتحدث في قراءة سريعة من منظور الغرب لمقابلة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين على قناة CBS الامريكية، والتي تلخصت حول مواجهة الأردن للجائحةالعالمية والتي ركز فيها جلالته على أوضاع اللاجئين في ظل هذه الظروف العالمية الصعبة. ظهور ملك بمكانة الملك عبدالله على شاشة عملاقة امريكية وعالمية مُتحدثاً بلغتهم، لغة عالمية علمية إنسانية واعية برصانته وثقته المعهودة، متحدثاً عن النموذج الأردني في مواجهة الجائحة وعن اللاجئين في الأردن لهو أمر مدهش للغرب وخطوة مدروسة حيث حرص جلالة الملك على الحديث في هذا الوقت تحديدا في خضم الأحداث الطارئة والتي تدرج ضمن خطة مواجهة الجائحة على المستوى الدولي والوطني معاً فالتحدث بالشأن العالمي لهو دليل أن الأردن بقيادتة أصبح نموذجا يحتذى به وأرسى قواعد راسخة لدوره الريادي ومرجعاً بما يخص اللاجئين بالعالم.
في حديث جلالة الملك، كان الإطار الاهم قد تمحور حول "ما هو حال اللاجئين في ظل ظروف الوباء العالمي، وماذا فعل الأردن لهم بهذه الفترة؟" وقد جاءت إجابة جلالة الملك مبدعة ووافية والتي اختصرت معظم الأسئلة فيما بعد وتحولت لمواضيع أخرى.
ما تقوم به الحكومة الأردنية تجاه اللاجئين هو نفس ما تقوم به من خطوات وإجراءات مع الأردنين على حد سواء، من حيث إجراء الفحوصات العشوائية والحجر الصحي للمصابين وتقديم العناية الصحية اللازمة، فقد عملت الحكومة على إجراء فحوصات عشوائية داخل مخيمات اللاجئين، وتحدث جلالة الملك عن التباعد الاجتماعي؛ وهنا أقتبس ما قاله عم جلالة الملك، سمو الأمير الحسن بن طلال (أن التباعد الاجتماعي في الاردن هو تباعد جسدي فقط). وكذلك أشار جلالة الملك الى نقطة في غاية الاهمية وهي ان معظم اللاجئين يسكنون خارج المخيمات وأن نسبتهم 20% من سكان الأردن حاليا، هذه المعلومة مهمة ولها دلالات عظيمة بالمنظور الغربي.
المذيعة قامت بطرح عدة أسئلة مهمة؛ فكانت كلمات جلالته عميقة عندما تحدث عن العدو الخفي الذي يواجهه العالم، وأشار إلى أهمية التعاون الدولي لتجاوز خطورة الوباء.
نعم، ملك لا يتحدث عن معاقبة دول أخرى، ولا يرمي باللائمة على دولة معينة، ويدرك بأن الأزمة لا تحتمل توجيه الاتهامات، بل تحدث أن العالم يجب عليه أن يتعاون وينظر الى الأعوام 21 و22، وهنا ما يفهمه الغرب او ما يحتاجه بهذه الفترة هي النظرة الاستشرافية للمستقبل ووجوب أن نرمي خلافاتنا حتى يتمكن العالم من أن يتعافى من هذا الوباء.
جلالته ذكر وردا علئ سؤال اذا تقدمت دول بدعم الأردن بمواجهة الوباء، وهنا تجلت أخلاق الهاشميين والأردنيين بشكر الناس، فشكر الامارات وشكر الصين، على دعمهم اللجوستي للأردن وأهميته وتوقيته الحرج.
لقد تطرق جلالته إلى الطبيعة وانها لقنتنا دروسا يجب أن نستفيد منها، فهنا أهمية النظرة العميقة لجلالته وأن المهم هنا أنه على الإنسانية جمعاء أن تتوحد جهودها، وضرورة عودتها للطبيعة الأم. نظرة بيئية من جلالته نحتاجها الان، حيث أراد جلالة الملك أن يوصل رسالة للعالم وهي أهمية إعادة النظر من جديد بالطبيعة والبيئة حتى تكون الطبيعة هي الملجأ للإنسانية في ظل الظروف الصعبة.
وكعادة الهاشمين بتاريخهم المشرف عبر السنين والأزمان وعد جلالة الملك بأن الأردن سيقوم بدوره المسؤول بمساعدة الدول الأخرى بهذه الجائحة من خلال تقديم خبراته ومساعداته العينية في هذا الإطار بحسب إمكانياته.
شكرا جلالة الملك لوضعك الأردن على خارطة القيادة العالمية في أحنك الظروف الأنسانية بصدق وعلم وثقة مسؤولة، شكرا لجعل الأردن مثالا يحتذى به وتشريع ابواب التعاون الدولي الإنسان. هي ليست المرة الأولى التي يتحدث بها جلالته للعالم حتى أصبح الأردن بجهود جلالته و خبرته بلدا يشار له بالبنان رغم شح إمكانياته المادية وأثبت جلالته للعالم أجمع بأن النجاح يمكن أن يكون بوجود الإرادة القوية والتعاون مهما كانت الإمكانات شحيحة.
حفظ الله الوطن وقيادته وشعبه والإنسانية جمعاء