في حصة حساب كانت تعطى في واحدة من مدارس محو الأمية لكبار السن، سألت المعلمة الختيارت الموجودات، ولا تسألوني كيف حصلن على تصريح للخروج، مع أن القانون يمنع من هم فوق الستين من الخروج:
- ماذا يتبقى إذا طرحنا خمس موزات من خمس موزات؟
تلميذة عجوز قالت بسرعة:
- لا يبقى سوى القشور!!
من المؤكد ان المعلمة ضحكت بتسامح، وصارت زميلات الختيارة يسخرن منها بأساليبهن الفلاحية الساخنة على طريقة (دغ بلغ). لكن واحدة لم يخطر في بالها ان جواب الختيار هو الصحيح تماما رياضيا ومنطقيا وواقعيا:
-صراعنا مع الكورونا: رغم ِأننا من المؤكد أننا سوف نطرحها أرضا في النهاية، لكننا نكون قد تمرغنا بالتراب حتى اختفت ملامحنا واختفى اقتصادنا واختفت علاقاتنا الاجتماعية والكثير الكثير من عاداتنا، لا بل من تقاليدنا وقيمنا أيضا.
- صراع الوجود بين الليبراليين الجدد والمحافظين، ليس عندنا فحسب بل على مستوى الكوكب، الحساب لم يطرح هؤلاء ولا هؤلاء.... لكنه أبقى القشور، فضاع الجوهر في زحام محاولات كل طرف إلغاء الآخر.
- نحن نتزوج ونطرح العزوبية، فلا يتبقى منا سوى أولاد جدد لا يأبهون بالهمّ العام. أطفال تصنعهم تطبيقات الهاتف الجوال، وحينما يكبرون سوف يستبدلون مقدمة ابن خلدون بشاكيرا.
فكروا شخصيا في كل الأمور والصراعات وحواصل الطرح والضرب والقسمة سوف تكتشفون ان النواتج دائما قشور في قشور في قشور.
وتلولحي يا دالية
الدستور