هي القشَّةُ ذاتُها .. تقصمُ الظهر ولا تنقذُ الغريق
لواء متقاعد محمد بني فارس
19-04-2020 09:55 PM
تطالعنا بين الفينة والأخرى أقلام أقل ما يمكن أن نقول عنها إنها تهرف بما لاتعرف ما يتركُ في القلب غصة أن تحاول هذه الأصوات تهميش صوت الحق والحقيقة، في وطن يمر بمنعطف تاريخي عصيب لم تنجُ منه للآن حتى أعتى الدول والإمبراطوريات في العالم،
الأقلام التي تهبط علينا بالمظلات تعاني من هبوط في الأداء والنَّفَس الوطني، هبوط لم يكن اضطراريا ولا مأمون العواقب.
أستطيع فهمَ أو تفهمَ الظروف النفسية والضغوط الاجتماعية التي تُثقلُ شرائح المجتمع الأردني كافة، لكن العصيَّ على الفهم أو التفهم رواج حملات التشكيك والإشاعات المغرضة في زمنٍ صعب ومخيف تعيش فيه الدولة ونظامها وشعبها حالة اشتباكٍ حقيقي مع جائحة غير مسبوقة تضع الوطن فيه على المحك.
بات واضحا للقاصي قبل الداني أن الأردن بإمكاناته المحدودة أصبح نموذجا يحتذى في فن إدارة الأزمة على مرأى من العالم أجمع، وها هي محطات التلفزة العالمية والصحف المرموقة تشيد بإجراءات هذا البلد وتضعه في المراتب الاولى عالميًا في التعاطي مع الوباء، حتى بلغ الأمر ببعض دوائر صنع القرار الغربية أن تدعو قادة بلدانها ومسؤوليه إلى الاستفادة من التجربة الأردنية على هذا الصعيد.
قدرنا في الأردن أن نكون محدودي الإمكانات، لكن حسنَ التدبير خيارُنا وواجبنا في آن معا، وثروتنا الحقيقية هي قيادة هاشمية حكيمة واستثنائية، حملت رسالة الوطن والأمة العربية إلى المحافل الدولية ونالت ثقة العالم حين وضعت الأردن في المكانة التي تليق به عزةً وكرامةً وشموخا، ومن خلف هذه القيادة شعب عظيم وجيش مصطفوي وأجهزة أمنية لا تعرف الكلل ولا الملل وهي تؤدي رسالتها السامية بصمت ومن غير منّة.
يُحدثنا التاريخ عن مدرسة الإعلام الجوبلزية (وزير الإعلام الهلتري في الرايخ الثالث)، وكيف أن سياسة : (إكذب ثم إكذب ثم إكذب حتى يُصدقك الناس) لم تكن إلا إعلاما مرعوبا مأجورا ومتخبطا، ولم تجلب لدولها إلا الحرب والدمار والدم والدموع، أما في الأردن وعلى مدار عمر الدولة الأردنية كان إعلاما وطنيا مسؤولا مدركا لدوره ورسالته، ولم تُفلح كل الأصوات المبحوحه في جعله إعلاما مرعوبا أو تحريضيا أو ممولا من دوائر خارجية مشبوهة،
لا نريد اقلام إفكٍ مُغرضه بل اقلام تدخل على خط النار ويضع حامليها الأردن وشعبه والمصلحة الوطنية العليا نَصبَ أعينها .
لماذا تفسدون على الوطن إنجازاته ؟
لماذا تنكرون على الحكومة شفافيتها واقتدارها في الإدارة الواعية والمسؤولة؟
يقول تعالى في محكم كتابه: (لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً)، وفي آية أخرى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً)، صدق الله العظيم.
ويقول نبينا صلى الله عليه وسلم: (وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ).
للأفاعي فحيحها، وللغربان نعيقها، وللشرفاء في وطني وجلّهم كذلك عقيدتهم التي لن يحيدوا عنها: (قد ننحني للريح لكننا لن ننكسر).
ثقة جلالة قائدنا عالية بأبناء شعبنا الذين لن يكونوا يوما إلا في خندق الوطن، أما أنتم أيها المتاجرون بمصائب الناس فإن لم يكن واحدكم قشة تعطي الأمل للغريق فلا يكن:
قشةً تقصمُ الظهر.
حمى الله الأردن وشعبه وقيادته الحكيمة.