كما تشابكتا منذ القدم أشجار السنديان والدوالي، واختزلتا تعابير الأرض، عبر الأردنيون باكراً عن مقدرتهم على صناعة الحياة ، يشعر الأردنيون بمدى الدفء الذي يقدمونه على مستوى الإقليم العربي، خاصة بعد أن مرت المنطقة بإعصار حمل مرحلة "عسيرة" في محاولاتها النيل من قيم هذه المنطقة.
نعم، فالأردن أسهم وتجاوز ما جرى بدولٍ مجاورةٍ من خطر الجائحة، ونجح قيادة ودولة ومجتمعاً وإنساناً من صون نموذجه في الحياة بين المسلمين والمسيحيين استناداً إلى شرعية قيادته، وألفة طباع إنسانه.
فتأمل تاريخ الأجداد يعرب عن معين نهلنا منه، وساعدنا في توفير مناخاتٍ تجاوزت ما مرت به المجتمعات العربية من تشظياتٍ وانقسامات جراء غياب الدولة وتغييب النموذج العربي في الحياة المشتركة.
والأردنيون اليوم تقدمون بنموذجهم بمسلميهم ومسيحييهم على المحيط، ليكونوا قادراً على تضميد جرح المرض بل ويتقدموا إلى دول العالم بمد يد العون، بما وجه إليه جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين بمساعدة الأشقاء والأصدقاء بالأطباء والأدوات.
ميزة الأردني بمقدرته على تذليل الصعاب وكأنه يتعلم من الجغرافيا وتنوع سهالها وهضابها وصحرائها طرق التكيف ونحت الدرب،
كما أنّ ألفة الأردنيين هي حالةٌ تأتت نتيجةً لما بذلته الدولة بقيادتها والإستقرار الذي وفرته وصولاً إلى ما ننهل منه اليوم من دفء العلاقة، ونتيجة لعيش متجذر ما زال يروي عنه نموذجنا الأردني.
وختاماً، كل عيد مجيد وإخواننا المسيحيين بألف خير، ودام الأردن وطناً للحياة، وكل عام والأردنيين كافة بخير، ودام الوطن بصحة وعافية.