ورد مؤخرا في مقالة للكاتب الصحفي ماهر أبو طير ما يشير الى أن الأزمة الحاليه ستشكل منعطفاً هاماً في تاريخ الأردن ومجموعة من بلدان العالم وأن الأردن لن يعود كما كان عليه قبل الأزمة بأي حال من الأحوال، مع أشارته الىولاً الوضع الأقتصادي والتعليم الخاص والعام والنمط السلوكي للمجتمع وحيث أن السيد أبو طير نظر الى الموضوع من زاويه خاصه ولم ينظر اليه من زوايا أخرى الأمر الذي حدا بي بأن أرد على ورد في مقالته من خلال المجمل العام للدوله وتركيبتها وطاقاتها المستثمر منها والذي لم يستثمر بعد، ومن خلال نظره شامله الى كل ذلك فإنني أرى بأن الأزمه الحاليه قد تشكل منعطفا تاريخياً ايجابياً وليس سلبياً كما ذهب اليه الكاتب المحترم. وأستند في ذلك الى ما يلي:
أولاً: أن الأردن مليئه بعوامل الإنتاج الأساسيه والتي تشكل مقومات نجاح اي اقتصاد وأي مجتمع الإ اننا نستثمر اليوم أقل من نصف عوامل الإنتاج والنصف الأخر لا زال معطلاً ولم يستثمر بعد وهذا يحتاج الى استراتيجيات وطنيه طموحه مبنيه على الدراسه والبحث العلمي السليم مع إراده لتنفيذها على أرض الواقع .
ثانياً: لا يجوز مقارنة الأردن بالدول الأخرى لكون الأردن بواقعه الحالي هو نتاج لإداره عامه خاطئه وما نحتاجه هو تصويب نهج وسلوك تلك الإداره مما سيؤدي الى نتائح أكثر إيجابيه .
ثالثاً: الأردن غني بالطاقات الشبابيه ونسبة التعليم لديه من أفضل النسب بالعالم كما أنه لديه من عوامل الإنتاج المعطله الأن الكثير كالأراضي الزراعيه والصالحه للإستثمار الزراعي مستقبلاً وما تحت تلك الأراضي من معادن وخيرات لا تزال لم تطلها يد الإستثمار .
رابعاً: الأردن قادر لو توفرت الإراده على أن يكون دوله مميزه في المستقبل على صعيد المنطقة بحكم قدرة الشعب الأردني المتعلم على التكيف مع الظروف وإستيعاب أخر ما توصلت اليه التكنولوجيا وتشهد له غالبية الدول في مجالات الصحه والتعليم والعديد من المجالات الأخرى . وقد المغتربون من أبنائنا من أبناء هذا الشعب العظيم جدارتهم في الدول التي استقروا فيها وبمختلف المجالات.
خامساً: يتميز الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين الذي استطاع أن يضع رسالة الأردن للعالم كرسالة دائمة الحضور في المحافل الدولية وقد كان ناقلاً أميناً لقضايا شعبه ودينه وأمته وفي مقدمة ذلك دفاعه عن القضيه المركزية قضية فلسطين والمقدسات وإعطاء الصوره السليمه عن الدين الإسلامي الحنيف في مواجهة أعتى هجمه ضد الإسلام في محاولة مزجه بالتطرف وتشهد المحامل الدولية على قدرة هذا القائد بأن يكون ممثلاً جديرا بدفاعه عن هذا الدين الحنيف . لهذا فإن جلالته بنظر العالم أجمع أنه قائد متميز على مستوى الوعي في منطقته والعالم.
سادساً: تنحصر المشكلة الرئيسية في الأردن بموضوع الفساد الإداري والمالي وإنعدام وجود استراتيجات وطنية ناجعه لمختلف المجالات. ونتمنى على جلالة الملك إتخاذ إجراءات فاعله على أرض الواقع لتصويب هذا الخلل لكونه محوري.
لقد حاولت بإختصار شديد ذكر الأهم من الأسباب واذا ما أردنا الحديث عن الأردن بطاقاته ومكوناته الإيجابيه والتي تشكل أساساً لنجاح وإزدهار أي دوله فهي كثيره ولا يتسع المجال لذكرها هنا، لكنني أقول بأن الأزمات قد تضعف دولاً وتقوي أخرى وأن مثل هذه الأزمة وبحكم الأسباب التي ذكرتها أعلاه ينبغي أن نخرج منها بأردن أقوى وأكثر أمناً وأزدهاراً مستقبلاً وينبغي علينا دائماً النظر الى النصف المملوء من الكأس ولا نعتمد في تقيمنا على النصف الفارغ. وبالتالي أختم بالقول بأن الرجال لا الحجارة هي التي تصنع الأسوار.