عالم أوبئة ثمانيني يتحول إلى نجم لدى الأمريكيين
19-04-2020 05:54 PM
عمون - من القمصان التي تحمل صورته إلى المشروبات والحلويات التي ابتكرت باسمه، ما كان أحد يتوقع يوماً أن يتحول عالم الأوبئة أنتوني فاوتشي (79 عاماً) المسؤول في خلية الأزمة المكلفة مكافحة «كورونا» في البيت الأبيض، إلى نجم في نظر الأمريكيين.
انتقام فاوتشي
أصبحت صور هذا الخبير بالأوبئة بنظارته الصغيرة ووجنتيه البارزتين موضوعة على كل شيء، من قمصان تحمل عبارة «نثق بفاوتشي» (إن فاوتشي وي تراست) إلى فناجين قهوة كتب عليها «إبق هادئاً واغسل يديك» (كيب كالم اند ووش يور هاندز)، مروراً بالجوارب والشموع. وتعرض على المنصة الأمريكية للبيع الإلكتروني للقطع اليدوية الصنع «إيتسي» أكثر من ثلاثة آلاف قطعة تحمل اسم الخبير، بينما تضم مجموعة «دكتور أنتوني فاوتشي فان كلاب» (نادي المعجبين بالدكتور أنتوني فاوتشي) أكثر من 79 ألف عضو على فيسبوك، والحساب الذي حمل الاسم نفسه على تويتر 21 ألف مشترك.
وتحمل لعبة فيديو اسم الطبيب. وفي «انتقام فاوتشي» (فاوتشي ريفينغ) تخرج أشعة ليزر من عينيه لتدمر فيروسات كورونا بنفسجية اللون.
لكن لم يكن هناك أي مؤشر إلى أن هذا النيويوركي المعروف بتحفظه والمحترم دولياً بسبب خبرته بعدد من الفيروسات من الإيدز إلى إيبولا، سيتحول إلى نجم في الثقافة الشعبية.
وقال روبرت تومسون رئيس قسم التلفزيون والثقافة الشعبية في جامعة سيراكوزا إن فاوتشي وبظهوره على التلفزيون في البيت الأبيض «دُفع إلى قلوب كل» الأميركيين.
هيمنة إعلامية
وبات عالم الفيروسات يتمتع بهيمنة إعلامية بصوته الساخر، عبر مقابلات يجريها مباشرة على تطبيق «سنابشات» أو عبر الرد على أسئلة نجم كرة السلة ستيفن كاري عبر انستغرام أو مقدم العروض الكوميدية تيرفور نوا على "يوتيوب".
ما يفسر الحماس الذي يثيره أيضاً هو طريقته المباشرة وقدرته على إعادة عرض التصريحات التقريبية لدونالد ترامب بحجج علمية.
وقال جوليان زيليزير أستاذ التاريخ والعلاقات العامة في جامعة برينستون إنه «في فترة أزمة كهذه يبحث الأمريكيون عن أبطال».
وأضاف إن «فاوتشي أصر دائماً على قول الحقيقة حتى أمام رئيس غاضب يقف خلفه». وأوضح روبرت تومسون أن فاوتشي «قامته صغيرة وطبيعي للغاية ويظهر وهو يتحدث بعقل وعلم».
معارضون أيضاً
لكن حرص هذا العالم على تصحيح أخطاء الرئيس ترامب وضعه في مواجهة معارضين أيضاً من أوساط المحافظين وبعض الشرائح المعادية بقوة للعلوم.
وقد تعرض لحملة عنيفة لتشويه صورته على وسائل التواصل الاجتماعي دفعت الحكومة الأمريكية إلى تعزيز الإجراءات الأمنية لحمايته.
ونقل دونالد ترامب نفسه تغريدة تتضمن عبارة «أقيلوا فاوتشي!»، مع التعبير في الوقت نفسه عن إعجابه بالخبير الذي وصفه بأنه «رجل رائع».
وفي مواجهة موجتي الحب والكراهية، يبقى فاوتشي هادئاً.
ورداً على سؤال للصحافي الأميركي بيتر هامبي عن عريضة تطالب بانتخابه «الرجل الأكثر إثارة في 2020» لمجلة «بيبول» وجمعت أكثر من 18 ألف توقيع، قال فاوتشي «أين كنتم عندما كان عمري ثلاثين عاماً؟».(وكالات)