أتابع كصحفي يزعم "الوعي" كل ما يقال وما يكتب وما يحدث في بلدنا وسط الأزمة المصيبة التي تجتاح العالم بأسره, وأقدر عاليا بعض ما يكتب وما يقال, عن "بطولات" حقيقية يسطرها جيشنا وقوى أمننا وكوادرنا الطبية الحكومية تحديدا.
وأستهجن البعض الآخر مما يقال وما يكتب, وألتمس له العذر رغم أنف العذر نفسه!, فنحن في حالة حرب يجب, نعم يجب أن يحسب فيها الحرف والجملة والكلمة جيدا جدا قبل أن تكتب أو تقال, كي لا تترك أثرا سلبيا في نفس أحد من شعبنا الواحد أيا كان.
لن أزايد أو أزاود على وطنية أحد قد يفهم أنه مقصود بما كتبت أعلاه, لكنني أنصح فقط, فلست أنا اليوم في وضع يؤهلني لمطاولة نفوذ من قد يرى أنه هو المقصود, خاصة وأنه يبدو مطلا على أدق تفاصيل أسرار الدولة!.
مرة ثانية وبمعزل تام عن كل ما سبق والله على ذلك شهيد, أوجه نداء لسائر الأردنيين ومن كل أصل وفصل, فحواه "إدعموا الملك", إدعموا الملك معنويا وبلا حدود, ومعه عشيرة الهاشميين كافة, وأدعموا وحيوا الجيش وقوى الأمن والمخابرات والكوادر الطبية الحكومية , فهؤلاء هم من يعرضون حياتهم للخطر المحدق كي ننجو من مصيبة الداء ويتعافى منها بلدنا وشعبنا بإذن الله.
دعم الملك يعني دعم الوطن, وبالذات في هذا الوقت بالذات, ووقف التلاوم والإشاعات والمناكفات التي نأمل أن لا يصيب الحكومة شيء منها هذا الأوان, وإلا فلترحل طوعا تاركة للأبطال من أطباء وجنود وأمن أداء مهامهم على أكمل وجه, فهم الأبطال الحقيقيون الذين عززوا ثقة الأردنيين بدولتهم خلال أسابيع الأزمة, وهم من لا يظهرون على الشاشات ولا يبحثون عنها أصلا!.
نعم . ليقل الظالمون عني ما يشاؤون!, لكنني أناشد الجميع بلا إستثناء لأحد, دعم الملك رأس الدولة القائد الأعلى للجيش وسائر قوى الأمن وكوادر الطب والتمريض الحكومية, وحيوا هؤلاء الأبطال وأدعموهم بلا حدود أيضا.
لا يعيبنا نحن موظفي الدولة الإقتطاع من رواتبنا برغم الفقر والعوز, بل هو أمر يشرفنا, لكنه يعيب غيرنا من أثرياء القوم الذين يؤثرون الإختباء في قصورهم وفيلاتهم ينتظرون أن يدفع الجنود المعلومون المجهولون الجائحة عنهم وعن أسرهم, ويضنون على الأردن بالتبرع ولو بنزر قليل من خيره للفقراء ولعمال المياومة, ليثبت وبالدليل الساطع أن القطاع العام هو عدة الوطن وعتاده ضد المصائب والأزمات.
وهنا يبرز السؤال.. هل صحيح أن البنوك وكبريات الشركات والمؤسسات الإقتصادية العاملة منذ سنوات طوال "طفرت" فجأة وخلال شهر واحد ولم تعد قادرة على الوفاء برواتب من أفنوا أعمارهم في خدمتها من أبناء بلدهم في مدنه وقراه ومخيماته وبواديه!, وصار لزاما أن يسهم نظراؤهم موظفو القطاع العام في دفع هذه الرواتب برغم فقرهم المنظور المعلوم أصلا!!.
للأردن رب عظيم يحميه وهو الذي ما توانى يوما وما زال, عن المبادرة طوعا لدعم كل عربي أو مسلم أو إنسان أحاق به خطر, وظل "شقه" مشرعا للجميع ووصل خبزه إلى خلف البحار والمحيطات نجدة للعرب وللمسلمين برغم ضيق ذات اليد وشظف العيش.
المملكة الأردنية الهاشمية وبقيادة آل البيت, خاضت كل الحروب على قسوتها, وواجهت من المؤامرات ما لم تواجهه دولة على هذا الكوكب, وخرجت منها جميعها منتصرة على الباطل. وفي هذا سر هو عناية الله ببلد وشعب يؤثر الأخ على النفس, وبكل شهامة وتجرد وطيبة قلب وسلامة نيات, ومن يشكك, فليسأل أشقاءنا السوريين والعراقيين واليمنيين والليبيين وسواهم.
قبل أن أغادر, إدعموا الملك معنويا بلا حدود, وأرفعوا معنوياته بلا حدود, ومعه تحدثوا وأكتبوا وشدوا من أزره بلا حدود, وستنتهي الأزمة ذات يوم غير بعيد بعون الله. وعندها لا بد من مراجعة حقيقية لكل ما جرى, وتقييما معمقا لواقع مملكتنا, وعلى نحو يصحح كل خطأ ويعظم الإيجابيات وينهي كل السلبيات, لتظل مملكتنا هي الأقوى والأكثر مناعة بين كل الأوطان بإذنه تعالى. وهو سبحانه من وراء قصدي وعذرا للإطالة.