التغير هو استقرارنا وهو امننا
ابراهيم عجوة
19-04-2020 12:53 PM
في خضم القلق المعمم، والسوداوية السائدة، والتشاؤم الممدد في الارواح من وباء كوفيد19، نسي الكثير منا أن واحدة من أهم سماتنا كبشر هي قدرتنا على التكيف والتطور والتغير (To Adapt. To Evolve. To Change).
فما زال العديد من المحللين في الميدان السياسي او الاقتصادي او الصحي يستندون الى مفاهيم وادوات ليست قائمة ولا صالحة لفهم وتحليل وادارة المنظومات في حالة التحول والتعقيد والفوضى، (التحول بما هو عملية ديناميكية، ذاتية التنظيم، وهو الثابت الوحيد في الحياة. والتعقيد بما هو نظام شبكي، بمكونات منفصلة، لكنها مترابطة ومتعددة التأثير الحساس المتبادل. والفوضى بما هي نظام عميق غير خطي احتمالي وغير يقيني).
وما زال التحليل يقوم على مفاهيم العلم الكلاسيكي الذي يفترض أننا نعيش في عالم من المبادئ المطلقة، وأنه من خلال تقسيم هذا العالم وفهم الأجزاء المنفصلة، يمكننا فهم الكل. ويسمى هذا بالنهج النيوتوني لفهم عمل الكون. عالم يمكن التنبؤ به بمجرد فهمك لآلياته.
في ذات الوقت نجد آخرين يمارسون الاستقراء الفاسد، حيث، مثلا، يجري قياس الانكماش المحتمل بعد كورونا على ايقاع ركود 2008، وركود 1929. والاستقراء الفاسد يقول اذا امطرت امس وقبل امس واليوم فانها ستمطر غدا.
إذا كنا متناغمين مع الطبيعة، مع إيقاع الكون، نتوقف عن الحاجة إلى حياة تشعر بالأمان. نتوقف عن التوق للأمن، لأننا نثق بالحياة.
نحن نثق في الذكاء العالمي الذي ينظم كل شيء بطرق غير متوقعة وجميلة. والشئ المدهش في الأنظمة الفوضوية هو أنها ذاتية التنظيم ومستقرة ذاتيا ومستعدة دائما للتطور. فبعد قليل من الاضطراب، تستقر في نظام جديد، نظام يكون عادة أفضل من ذي قبل.
إن معرفة ما يمكن توقعه قاب قوسين أو أدنى ليس هدف الحياة. لأن الحياة تحمل إمكانيات لا حصر لها، فرص لا حصر لها ومذهلة ورائعة.
الكون ليس مكانا للاستقطاب بين خير وشر، وإذا تدفقنا مع نبض الكون، فإننا ندرك أن التغير هو الثابت الوحيد في الحياة. التغير هو استقرارنا وهو امننا.