يطل علينا كلّ يوم معالي الأخ أمجد العضايلة، وزير الإعلام والناطق الرسمي باسم الحكومة، وهو بكل جدية واتزان يُملي قرارات الدفاع والإجراءات الحكومية: يقوم بذلك دونما انفعال إلى حد أنه يبخل علينا حتى ولو بابتسامة مجاملة يكرمنا بها على الأقل عندما تكون الأخبار مشجعة .
ولعل تلك "الكشرة" الجميلة تشبه ما تعودت على سماعه حين كنت يافعًا من والدتي- رحمها الله- حينما كانت تأمرني بعدم الضحك والابتسامة، وتطلب مني أن أضع على وجهي "كشرة العبابيد" ادعاءً منها أن الابتسامة تُذهب الهيبة وتقلل من الاحترام. ولعلّ انطباعاتها تلك صحيحة-آنذاك- من هذا الباب.
طبعًا كل الاحترام والتقدير لشخصه الكريم ولكل زملائه في السلطة التنفيذية على جهودهم المستمرة في ظل هذه الظروف الصعبة علينا جميعًا.
ونحن نتابع هذه الأخبار من الفريق الوزاري من خلية الأزمة، تعودنا جميعًا أن نسمع من معاليه في ختام إيجازاته اليومية عبارة أصبحت بصمته المميزة له دون غيره :"ونجاحنا بالتزامكم"
أنا لست خبيرًا لغويًا ولا أدعي ذلك أبدا ولكن، مع سماع هذه الخاتمة كل يوم، آثرت أن أقف عندها وقفة لغوية مع بعض الشمولية من حيث المعنى اللغوي البحت من جهة والمفهوم العام المقصود منها من جهة أخرى.
كلمه نجاح بلغة الضاد تعني الظفر وإدراك الغاية. وعادة ما يأتي هذا الظفر بعد جهد وعمل. وكما هو معروف في قوانين الفيزياء، كمية ومقدار هذا الظفر (النجاح) يتناسب تناسبا طرديا مع كمية الجهد والعمل التي سبقته. فلقد تتلمذنا على مقولة "من جد وجد" وغيرها من مثل "من طلب العلا سهر الليالي". ولذلك فإن الاستخدام المناسب والصحيح هنا أن هذا النجاح هو نجاح للجميع، حكومةً وشعباً، ولذلك كان هذا الاستعمال بمحله دون شك، "نجاحنا" فهو نجاح للجميع بلا شك وهو بالتأكيد مرتبط ومشروط بتحقق الكلمة التي تلي "الالتزام".
وللكلمة الثانية "الالتزام" معان كثيرة ولعلّ أقرب تلك المعاني في خضم حديثنا هنا هو "أخذ الإنسان نفسه بما يمليه القانون الأخلاقيّ دون قسر أو إرغام يقع عليه "التزام الأديب- الالتزام الأخلاقيّ". وفعلًا هذا على الأغلب ما أراده محدثنا بأنه طلبٌ دون قسر أو إرغام .
"نجاحنا بالتزامكم" في محلها ومكانها ووقتها الصحيح وبلا شك أن السواد الأعظم من مواطنينا يفهمونها فهما صحيحا لا يشوبه تشويش. يلتزم الجميع بما يمليه علينا
أصحاب الولاية العامة و الخبرة والاختصاص وبالنتيجة ننجح جميعًا إن شاء الله.
وقبل أن أختم هذه الخاطرة أود أن أنوه إلى أنني لم ألتق بمعالي الوزير قط في حياتي ولكن وجب أن نقول له بملء القلب والفم :"لا فضّ الله فاك".