في الوقت الذي يتكاتف المجتمع الدولي لمواجهة فايروس كورونا ولا ينفك الأمين العام للأمم المتحدة السيد أنطونيو غوتيرس من " الدق على صدره " من اجل حشد المجتمع الدولي لمواجهة هذه الجائحة التي تعصف بالعالم.

تخرج علينا بعض الأقلام الأردنية والتي تربعت على مناصب حكومية رسمية، وبعد مغادرتها موقعها السياسي والذي تربعت عليه لسنوات عجاف ، بدأت تخرج علينا بفتاوي: مرة في الفلك ومرة في الطب ومرة في الزراعة ومرة في السياسة ومرة في المال ومرة في الاقتصاد ومرة في الشريعة ومرة في الطاقة النووية، ومرة في الموسيقى، ومرة في علم النفس ، ومرة في علم الاجتماع ، ومرة في فقه اللغة، ومرة في علم الفايروسات. علاوة على اطلاعها على مصادر الاخبار من كبار الصحف العالمية أمثال : الجارديان وول ستريت جيرنال ونيويورك تايمز وواشنطن بوست والصين اليوم والهند تايمز وسدني مورننغ هاريلد واساهي شمبون الصينية وليموند وفيجارو الفرنسية، والعديد من الصحف العالمية في الولايات المتحدة والصين والدول الاوربية وروسيا. لا غبار على ذلك ... فهنالك الكثيرين ممن ينطبق عليهم المثل " صاحب كل الكارات ": Jack of all Trades .

لا اعرف لماذا نحشر " خشمنا " في أمور قد تسيء الى بلدنا سياسياً . الكل يعلم حتى صغار المزارعين في الاغوار هذه الأمور ان هنالك تنافس بين الصين والولايات المتحدة على قيادة هذا العالم سواء اقتصادياً او سياسياً او عسكرياً. وهل من مصلحتنا كأردنيين ان نتهم الصين بانها هي من صنعت فايروس كورونا في مختبرات وهان من اجل " مسح جوخ " للولايات المتحدة او حتى للرئيس الأميركي السيد ترمب ، وخاصة إذا كنا مسؤولين حالين او سفراء سابقين او وزراء سابقين او رجالات دولة ...!!!

ليس معنيين هنا في الأردن بما تتناوله الصحافة في الدول الغربية او الشرقية او اية قيادات سياسية بتوجيه تهم خطيره هنا وهناك. الأردن يقف على مساقة واحدة مع دول العالم بما يتعلق بمصالحه وعلاقاته الاستراتيجية. فمن الحكمة إذا كان هنالك خلاف بين طرفين او ادعاءات من طرف على طرف ان نقف على الحياد، فكيف الأمر اننا نوجه اتهامات خطيرة لدولة صديقة تربطنا بها علاقات استراتيجية ومصالح ثنائية، انها كانت وراء تصنيع هذا الفايروس الخطير !!!

من جهة أخرى لسنا معنيين بأية اتهامات للصين من الدول الاوروبية و الولايات المتحدة الأميركية ، هذا الامر يتعلق في العلاقات بين هذه الدول و مصالحها مع الصين ، نحن في الأردن خارج هذه الحلبة . بنفس الوقت ليس معنيون باي روايات او اخبار صادرة من هنا او هناك تتكهن بآن هنالك احتمال ان يكون مختبر وهان هو مصدر الفايروس وانه يفتقر لشروط السلامة العامة و الخبرات العلمية و الفنية والتقنية للمشرفين على هذا المختبر .

من حق الدول ان تشيد المستشفيات الضخمة و المراكز الصحية و مراكز الحجر الصحي و تتخذ كافة الإجراءات التي تتعلق بسلامة مواطنيها ، كما لنا الحق في الأردن باتخاذ كافة الإجراءات التي تتعلق بسلامة مواطنينا ، ما هي المشكلة ، هل إقامة هذه المنشآت هي دليل و تهمة نلصقها على الصين او على غيرها من الدول انها صاحبة انتاج هذا الفايروس ...! و هل نحن ننتظر ان يفرض على الصين عقوبات تعاقب لمجرد تكهنات هنا و هناك ...!

كفي ... ليس معنيون ان ندخل مختبرات غيرنا ، لا بد من التزام الحكمة و العقلانية و بعد النطر و مصلحة الأردن اولاً و اخيراً ، "رحم الله امرءاً عرف قدر نفسه فوقف عند حده .