ليس هنالك ما هو أسوأ من هاتين الصفتين في أخلاق البشر, العار ثم الخيانة.
لهاتين الخصلتين الذميمتين أشكال عديدة, منها وعلى سبيل المثال "الإشاعة" الهدامة التي تبدأ بكلمة فتصير سطرا ثم قصة يتداولها الجهلة بوعي وبغير وعي, فتترك آثارها المدمرة على الأشخاص وعلى الأوطان والعامة.
الإشاعة النتنة في زمن الرخاء , عار يحجم عن الإنزلاق في مستنقعه من كان رجلا وسويا ومؤمنا لأنه يتقي الله ويقدر العواقب السيئة الهدامة لهكذا فعل خسيس.
والإشاعة ذاتها في زمن الحروب والأزمات, كما هي أزمة "كورونا", خيانة لا شك فيها, فهي وإن مورست بلا وعي أحيانا, لها آثارها المدمرة على المجتمع والوطن.
مواجهة الأزمات والحروب والكوارث, تقتضي من كل وطني عاقل واع مؤمن مدرك, قطع دابر الإشاعة نهائيا , ففيها إثارة للرعب كذبا بين الناس, وتحطيم لجهود المحاربين المتصدين للأزمات والقادرين بعون الله على مقاومتها وصد مخاطرها عن المجتمع والوطن.
العالم كله يواجه أزمة كورونا , ونحن في المملكة الأردنية الهاشمية الأكثر نجاحا والحمد لله في مقاومة الجائحة وصدها عن بلادنا الحبيبة , والإصابات في أقل حدودها وحالات الشفاء أضعافها والحمد لله رب العالمين.
بإختصار , عار على كل من يطلق الإشاعة وفي هذا الوقت بالذات , وليعلم أن ذنبه يطاول حتى الخيانة إن كان لا يدرك أو لا يدري , فالإصابات ستحدث وستتكرر في أنحاء بلدنا جراء الإختلاط المؤذي أو سواه من أسباب .
فقط علينا ولكي ننتصر على الجائحة بإذن الله , أن نلتزم التعليمات الرسمية وأن نتلقى المعلومات من مصادرها الرسمية ولا نلتفت إطلاقا لإشاعة هنا أو هناك أيا كان مطلقها ومصدرها , فلنتوكل على الله ونسأله الشفاء لكل مصاب ورد الجائحة عن بلادنا العزيزة .
نعم , الإشاعة في زمن الرخاء عار , وفي زمن الشدة خيانة , وحسب الأردنيين جميعا أنهم وعلى مر التاريخ ما إرتكبوا عارا ولا خيانة أبدا , وإنما كانوا ويظلون بأمر الله في طليعة الوطنيين الشرفاء على هذا الكوكب . الله من وراء قصدي .