قررت مساندة المرشحة التي قررت خوض غمار الانتخابات النيابية في المنطقة ومساندة أعضاء المجلس البلدي "النسويات" علَّي أحقق حلمي بفوز إحداهن خارج نطاق الكوتة ،وذلك لقناعتي أن المرأة حاربت كثيرا وتستحق أن نكافئها على الإنجاز الكبير الذي حققته في العلم وبناء الشخصية ومواكبة الوجود الحياتي خارج نطاق الفراش والمطبخ ، وسأترك الحديث عن تفوق المرأة عند الحديث عن أهمية الكوتة .
لفت انتباهي عدم وجود تكتلات نسائية لمساندة المرشحات ،فمعظم المرشحات يقمن بجهد فردي ، بينما نجد الكثير من النساء يروجن لبعض المرشحين من الرجال ، والغريب أن النساء المرشحات للمجلس النيابي أو البلدي يحصلن على دعم الرجال أكثر من النساء وهذه ظاهرة مميزة تدل على تطور العقل الأردني ،فبعض المرشحات ينتمين إلى عشائر كبيرة بعضها ، وبكل فخر واعتزاز نشاهد كبار العشيرة وأبناء العم والأخوان يتحركون معها ويجلسون للاستماع لمقدمتها ومناقشتها مع الرجال .
هذه بادرة طيبة أن يعترف الرجال بأحقية المرأة بترشيح نفسها والحديث داخل المجالس خاصة في أمور الخدمات والسياسية بعد أن كانت حكراً على الرجال ،وقد أشعرتني بالارتياح الشديد ، ولكن ما ضايقني حقا تفرق التجمعات النسائية وهذا ما يدعوني إلى التساؤل عن السبب .
لعل أهم الأسباب تلك هي عدم اعتراف المرأة بالمرأة ، وعدم قناعتها أو لنقل ثقتها بنفسها ، فالمرأة ما تزال تقتنع أن تمثيل المرأة للمجتمع نوعا من العيب أو قد تنظر بشكل فسيولجي بأن المرشحة تخرج عن إطار حرمة المرأة وتدخل غمار الرجولة ،فمن خلال دعوتي لمرشحتي ودعمي لها كنت ألاقي ترحيب بالفكرة من الرجال أكثر من النساء اللواتي كن يرفضن حتى فكرة المرأة النائبة .
أنا شخصيا أرجح أيضا غيرة المرأة من المرأة ، فالنساء معروفات بغيرتهن الشديدة نحو بعضهن وهذا ما يجعل البعض منهن غير متحمسات لرؤية إحداهن ذات قيمة وطنية.
أحد الأصدقاء فسر هذه الظاهرة بابتعاد المرأة كناخبة أو مهتمة بأمور الترشيحات والانتخابات وذلك بحكم انشغالها بتربية الأولاد وأمور التجميل والأزياء أو التأقلم مع ظروف الحياة التي قاربت خط ما بعد الفقر .
طبعا لن نتجاهل الإحباط الذي يتجلى في أنفس الكثير من المواطنين من كلا الجنسين نحو العملية الانتخابية التي يعتبروها شكلية ونحو المشاركين الذين يبحثون عن منصب تليه مرحلة إهمال للبرامج التي كانوا يتحدثون عنها .
بغض النظر عن تعدد الأسباب التي قد ندعو إحدى الجهات الرسمية لتنظيمها كحوار أو ندوة لبحث الأسباب مع ترجيحي شخصيا بأن المرأة تبتعد في ويمها المعتاد عن النشاطات النسائية التي بالكاد تكون معدومة أصلا مما يمنع ترابط المرأة مع بعضها وهذا ما دعاني قبل فترة أن أطلب من وزير البلديات أن يجعل عمل الكوتة في البلديات موجه للخدمة النسائية حتى نستفيد من الكوتة بتفعيل دور المرأة لتكون الكوتة مرحلة مؤقتة وليس فرض دائم .
ما نحلم به مشاركة المرأة فعليا للرجل في أية انتخابات مثلما نجحت في مشاركته في العمل والدراسة وبناء البيوت ، ومع تحمسي للكوتة ما دامت هي الحل المؤقت لإيصال المرأة إلى المجالس بعمومها ولكنها لن تكون حلا جذريا بل شكليا.
من المهم أن تحصل المرأة على ثقة المرأة سيما أن الأصوات النسائية تفوق أصوات الرجل ولكننا نفشل دوما بأبصال المرأة للمجلس البلدي وهذا ما يدعونا أن نقول بألم أين ذهب أصوات النساء سؤال أو نداء أوجهه للاتحادات النسائية .
Omar_shaheen78@yahoo.com