من سيبقى مع من .. بعد كورونا
أمل محي الدين الكردي
17-04-2020 02:31 PM
يعتبر شهر رمضان من الأشهر التي ينتظره الكثير بشوق من أجل إحياء الشعائر الدينية والروحية التي يمتاز بها شهر رمضان عن غيره من الأشهر .
لكن يبدو أن فيروس كورونا الذي لا نعرف مدته متى سينتهي سيغير عادات وتقاليد عرفناها عبر عقود طويلة من الزمن فأولها اغلاق المساجد وفي هذه الحالة سيكون إحياء صلاة التراويح وقيام الليل في المنازل وسهرات السمر في المقاهي وغيرها بعد الأفطار ستختفي ودعوات الأهل والاصدقاء الى طعام الأفطار لتذوق المأكولات الشعبية والحلويات وغيرها من الأطباق المختلفة الذي أعتادوا الناس تقديمها بينهم ولعل الفئة الأكثر ستكون محرومة هي فئة الفقراء والمساكين الذين يجمعهم مؤائد الافطار الجماعي والخيم الرمضانية .والتباعد الاجتماعي بين الأهل خاصة ستغيب هذه المظاهر أيضاً الذي كانت فرصة للزيارات العائلية والتقارب وخاصة صله الرحم وغيرها .سيناريوهات كثيرة يجب أن نتقبلها في رمضان وأن نستعد لها مع جائحة كورونا .الكثير منا يحاول التكيف مع الوضع الى أن تنتهي هذه الأزمة التي لا نعرف تاريخ أنتهاء لها والحقيقة الأصعب التي نستعد لها نحن والعالم أجمع هي المرحلة الاقتصادية التي ستظهر على المدى البعيد والقريب كيف ستكون .هناك سيناريوهات عديدة تطرح علينا السؤال الوجودي ما موقفنا من الحياة والموت في ظل نظام يعيش على تناقض مع كينونة الانسان والبحث عن نظام كوني او حياتي جديد لا اقول سيحدث تغيير جذري ولكن ارى أنه سيحدث تغيير عالمي في نظام العولمة والحياة الاجتماعية والاقتصادية وسيدخلنا الى حقبة تاريخية ستمتد الى عقود وسيكون لنا بها نصيب .هذه أيام قاسية أستنزفت من افكارنا وأجسادنا الكثير لأننا لم نستطيع حتى الان أن نقدر قيمة الخطر من هذا الوباء .
أصبحنا نعيش في قلق وتوتر كل واحد منا يعيش منعزل في بيته وهناك اشخاص عندهم القدرات المادية وغيرهم لا معيل لهم واشكال مختلفة في مجتمعاتنا وغيرها من المجتمعات ومن جهة اخرى عملية التواصل بين الأشخاص عن طريق تبادل الرسائل المختلفة سواء كانت ودية او فيديوهات ورسائل تخص الفيروس ومن مصادر موثوقة وغيرها والبعض منا اختار الكتابة والقرأة .
لا شك أن البشرية ستنتصر على هذا الفيروس ولكن ما حجم السلبيات الذي سيخلفه بعد الخروج منه .عدا الناحية الاقتصادية والصحية والعولمة الجديدة التي هي مجهولة لنا العلاقات الاجتماعية والاسرية العلاقات الانسانية وهي أساس البشرية سيبكي الناس أحباباً على قلوبهم سواء فقدوهم بالموت او انتهاء العلاقات باشكالها المختلفة .أتمنى من الجميع أن يستخلصوا العبر والدروس وأن يتعلموا من الأمور المختلفة منها القناعات التي ستبقى ومنها سيتلاشى .لكني لن أنهي بطريقة سلبية فأن العالم الذي ننتظره بعد هذه الأزمة لن يكون سيئاً باذن الله نعم هناك قلق وتوتر وارتباك وهناك حياة وموت وفراق ولكن ايجابيات بيئية اصبحنا نشعر بها وهناك اهتمام بكبار السن والاطفال والجيران وهناك غريزة العطف بدل الجشع وباذن الله سيتعافى الاردن وستحلق الطيور من جديد وستخرج شمس المحبة والصحة وسيتعافى الجميع ويبقى ان نكتب بعدها ذكرياتنا مع كورونا ونرى الفرق ونتمنى أن يأتي شهر رمضان والأعياد الاسلامية والمسيحية وأعياد الطوائف الاخرى ونحن جميعاً بالف خير وأن تجمعنا المحبة والإيجابيات المختلفة دامت قلوبكم سعيدة .