أن تكتب مقالا أو تروي حكاية من نسج الخيال ليس بالأمر الهين، لكن بعضا من "كتبة" المقالات أو أبطال الحكايات، يضعون على الدوام نصب أعينهم ربما عدوا وهميا يتحدثون اليه وكأنه خصم أو ندا لهم، ليجدون لأنفسهم مبررا يقلبون فيه موازين الحقيقة ويحولون الأبيض إلى أسود.
هذا البعض يعتقد أنه بذلك سينال رضا الجمهور ويصفق له، يسلك الطريق السهل من وجهة نظره ويراه سبيلا لتحقيق نجومية بالضرورة ستكون زائفة وربما مؤقتة الى حين كشف نواياه وافتضاح أمره.
هذا النوع من الكتاب قبل أن يمسك بقلمه أو " الفأرة" ، يضع القناع على عينيه أو "يمتطي صهوة" نظارة سوداء مصطنعة، لا يرى منها إلا كل ما هو قبيح، يُمعن في التركيز على قضايا غير موجودة الا في خياله وعقله الباطن، يبدأ بنسج "الحكايا" ويغوص في بحر من الأكاذيب اللامتناهية، ليجسد من نفسه بطلا ومنقذا، متناسيا أو ناسيا عن قصد كل ما هو جميل، ويحاول قلب الحقائق وفقا لنظرة سوداوية مقيتة، تعكس عما يختلج في داخله من ضبابية وسطحية في الطرح، معتقدا أن هذا ما يريده أو يطلبه الجمهور.
الأصل في الكتابة أو البوح عن المكنون، أن يحمل فكرة وفكرا بغض النظر عن جمهور المؤيدين والمعارضين، وبعيدا عن حسابات الربح والخسارة، فالبناء ليس وليد صدفة أو لحظة، انه نتيجة حتمية يُراكَم عليها حتى يكتمل شكل البناء، ويؤطر لأنموذج صادق بعيدا عن الأهواء الشخصية، ففي أحايين كثيرة تجري الرياح بما لا تشتهي سفنهم.
دغدغة العواطف والتظاهر بالوطنية والخوف على الوطن لا يكون ببث وترويج الضغائن والشائعات، ولا عبر لعب دور الضحية، الأخطاء تقع أحيانا وهذا طبيعي والتحدي يكمن في إعادة العربة خلف الحصان.
من لا يرى الشمس في عز سطوتها يصعب عليه رؤية الأشياء الجميلة، كيف سيراها وقد برمج عقله وقلبه أن يشيح بوجهه عن كل ما هو جميل؟
نقول لهؤلاء اتقوا الله في أوطانكم ولا تكونوا كالمستجير من الرمضاء بالنار.