استطاع الأردن خلال فترة وجيزة من شد أنظار العالم إعجابا بهذا الوطن في تصديه لفايروس كورونا رغم شح الموارد والإمكانات واحتل صدر كبريات الصحف والمواقع الإخبارية العالمية التي تناولت التجربة الأردنية باهتمام.
وقد كشف الوباء عناصر القوة التي يمتلكها الأردن في تصديه له بامتلاكه لمنظومة صحية قوية وكوادر بشرية كفؤة آمنت بالأردن وأهلته أن يتبوأ موقعا متقدما في مكافحة هذا الفايروس المستجد.
المخرجات الإيجابية التي حققها الأردن في تعاطيه مع هذه الجائحة لم تأت صدفة وانما جاءت نتيجة حتمية للتخطيط السليم الذي انتهجه الأردن من خلال التوجيهات الحثيثة لجلالة الملك إلى حكومته ومتابعته لكل صغيرة وكبيرة عن كثب وتوجيه السلطة التنفيذية نحو ضرورة ايجاد حلول سريعة وخلاقة تمهيدا لعودة الحياة الطبيعية بكل اشكالها وإعادة نبض الحياة إلى شوارع فقدت بريقها وألقها.
وحتى تكتمل حلقات النجاحات الأردنية في هذا المضمار لا بد من الإشادة بوعي المواطن وصبره وتنفيذه للتعليمات الصادرة عن الجهات الرسمية التي تصب في خانة نصرة الوطن على هذه الجائحة فالمواطن بوعيه وحرصه هو الحلقة الأبرز في الانتصار على هذا الوباء.
وبعد الانتصارات المتتالية التي حققها ويحققها الأردن على صعيد الملف الصحي لا بد من عدم التغاضي عن الملف الاقتصادي الذي لا يقل أهمية عن سابقه وأن يسير الملفان بالتوازي جنبا إلى جنب وبخاصة في المحافظات التي لم تسجل بها إصابات لديمومة عجلة الإنتاج شريطة امتثالها للقواعد الصحية اللازمة في مثل هذا الظرف الاستثنائي.
الأردن كله بقيادته وشعبه وحكومته وجيشه وأجهزته يد واحدة متكاتفة متعاضدة تقف صفا واحدا لإعلان يوم النصر قريبا بإذنه تعالى على فايروس عجزت دول عظمى حتى اللحظة عن إيجاد علاج له أو التصدي له أو الحد من آثاره التي أتعبت البشرية جمعاء.