الاردن بعيونهم .. ومن عيونهم نخاف
د.ماجدة عودةالله ابو جاموس
15-04-2020 07:37 PM
الاردن كتاب مجد ، الإنسان هو البداية ... واروع صفحاته بذله وعطاءه .. ، وأحلى سطوره انجازات اهله ، وأغلى أوراقه طيبتهم ووفائهم لارضه التي ستظل الارض الطيبة والطاهرة ، لا يدنسها اي شائب ما دمنا يدا بيد وقلبا بقلب ، وما دامت عيوننا تحرسه ، وما دام النشامى من الاردنين كافة يخافون عليه ، يفدونه بالغالي ، وحتى انهم يجعلون من دمائهم الزيت الذي يضئ قناديله ، و من اجسادهم جسور تعبر عليها احلام اجيال قادمة ، فهم ملح الارض ورواء ارضه ان امحلت مواسمه لا قدر الله.
بت خائفة من عيون خلق الله، من احاديثهم ، من تقاريرهم ، التي ملأت الاثير ، والفضاء الالكتروني ، بت خائفة وبحق ان نصاب بالعين في الاردن ، هل اقتنعنا ، واستطعنا ان نقنع الاخرين وقد غدونا مركز الحدث ، وخطفنا الاضواء ، حتى من هذا الوباء ، اننا من وطن عظيم ، كبير بقيادته ، بحكومته ، بجيشه بابنائه البررة ، الذين يعدون الوطن مع تسلل خيوط شمسه في كل صباح بانجاز يضاف الى سابقيه.
تداول النشطاء العديد من الفيديوهات ، والمواضيع والاخبار ، عبر منصات التواصل الاجتماعي وشاهدنا العديد من التقارير من خلال. القنوات التلفزيونية ، بثت من قبل العديد من الصحفين والاعلاميين عربيا واقليميا ودوليا ، يصورون ويوثقون للتجربة الاردنية ، التي انفرد بها وقلة قليلة من الدول ، (يمكن ان تعد على اصابع اليد الواحدة) ، في التعامل المشهود له بالبنان فيما يختص بجائحة كورونا.
كثيرا ما كنا عبر دراساتنا وابحاثنا وتقاريرنا ، التي كنا نقوم بكتابتها في المدارس والجامعات ، نستشهد بعبارة غدت طبيعية على السنتنا ، بل وتخطها اقلامنا ، عبر اي مقال ، او تقرير ، دون ان نشعر باننا ربما نحن ننتقص من انجازاتنا ، من حبنا وكفاحنا ، ومواصلة عملنا كاردنيين ، ( الاردن المحدود الامكانات) هل المقصود بالامكانات ( المادة) ، اليوم دققت في هذا الكلام ، لا ادري لماذا أنبني ضمير ي بل واوجع مقلتي ، على كم المرات التي اوردت هذه العبارة في كثير مما كتبت في حياتي الدراسية ، بل وحتى المهنية ، بعد ان دققت وجدته كلام لا يسمن ولا يغني من جوع، بل فيه اجتراء على وطني ، وهضم لحقوق مخلصين عملوا من اجله .
فكثير من الدول عربيا واقليميا وعربيا ، تتفوق علينا بما تملكه من امكانات مادية واقتصادية ( غاز ، بترول ، مياه ، تجارة ، ، زراعة صناعات دفاعية واسلحة مركبات فضائية وبارجات ، وغيرها ) ...اين نحن منهم ، واين نحن من كل ذلك ، كنت اظن اننا بعيدون وبعيدون جدا عنهم ، لكن في ظل هذه الازمة وهذه الجائحة التي قلبت الموازين ، وتكشفت الكثير من الحقائق ، وحتى مراكز القوى ، ايعقل انها تغيرت ، اهي مرحلة دولية جديدة ؟
و جائحة عالمية اعادت بدون اي سابق انذار تغيير الكثير من المفاهيم والمصطلحات. ، وترتيب الكثير من الامور التي طالما تدارسناها ، هنا اتسآل اين هم منا الان ؟ يبعدون كثيرا عنا ، نحن سرنا سريعا ولحقنا بركبهم ، بل وتعديناهم ، اهل كنا الى هذا الحد موهومون بهم ، وبحضارتهم ، وسراب ايامهم ؟ ، هي دول هزيلة هشة كنا نعدها كبرى ، كنا نحسد مواطنيها انهم منها ، حتى وصلنا الى تقليدهم تقليدا اعمى وهش كهشاشتهم ، كنا نتحدث عنهم وعن بلادهم واسلوب حياتهم ، وكم تمنينا ان نكون منهم ، لكن ويشاء القدر ان يقلب الزمن ويقرأ من جديد بابجدية اختلفت عن ذي قبل ، ليتحدثوا هم عنا ، بل وان نكون قدوتهم ، ازمة وفايروس صغير هو لا شئ ، كان شاهدا للعصر عليهم وعلى تخلفهم ، وعلى هشاشة مؤسساتهم الصحية ، في الوقت الذي اثبتنا نحن باننا نملك مؤسسات عظيمة ، يقوم عليها اردنيون عظماء ، هناك ؛ في دولهم ؛ ( الدين كنا نعدهم كبار ) الانسان لديهم لا اهمية له ، مواطنيهم يصارعون الموت ، في الطرقات وبين ثنايا المستشفيات التي عجت بهم وبمن سيلحقون بهم املا بالشفاء ، وبرجاء القليل من الاهتمام ،حتى انه كان بعيد المنال عنهم. ، ، اما نحن فلا ، بل على العكس نحن كما كنا وسنبقى اغلى ما يملكه الوطن ، هم من لديهم الاقتصاد والمال والارباح على الدوام هي مركز اهتمامهم ، اما نحن فقد كنا كارواح ، اهم من الارباح، هم يعاملون كقطيع يروحون ويجيئون دون رقيب ، او حسيب ويعدونها حرية شخصية ، ( الحظر ، والحجر. ) ، اما نحن فالوطن حريص علينا ، فنحن من الاردن حيث اتخذت قيادته وحكومته اجراءات احترازية للحفاظ علينا ، هم يبحثون عن العلاج ، ويرون الموت قريب منهم ، اما نحن فكنا كما نحن دائما بين ايادي امينة ، هم يخافون ان جاب الجيش الميادين والساحات ، اما نحن فنزغرد للجيش بل وندعوا الله الواحد الاحد ان يحفظ النشامى الذين يصلون الليل بالنهار لحمايتنا.
ارأيتم كم كنا على خطأ ، عندما كنا نقلل من شأن انفسنا ، ونرفع من شان الاخرين ، ارأيتم كم كنا على خطأ ، ونحن نجري ونسابق الايام ، ونجد من اجل الحصول على جنسيات تلك البلاد الذين هم الان يتمنون ان يحملوا جنسيتنا ، ويكونوا اردنيين الهوية ، ارأيتم كم كنا نغبطهم ، لينقلب الامر ، وباتوا هم من يغبطونا .
والله بت اخاف عليك ايها الاردن الكبير والكبير جدا ، اخاف من حاسد ، وحاقد وكثير كلام ، بت احصنك بفاتحة الكتاب وسبع ثمانيها ، واعطر مدنك وقراك بالبخور ، خوف عليك.
انت يا وطني ، كبير ما دام الشرفاء من ابنائك الطيبين يسيرون معنا وبنا ، لنصل شاطئ الامان ، ولنكون انموذج لكل من كنا نره كذلك ، ولنكون الاسوة الصالحة ، التي يسعى الجميع للاقتداء بها . فالاردن ليس محدود الامكانات، بل هو كبير جدا بامكانات وتطلعات وكفاح اهله .