مع كل عاصفة تجتاح العالم ومع كل منعطف خطير يمر به العالم تسقط الأقنعة عن الأنظمة السياسية والفلسفات الغربية ويبان ضعفها ويبقى الاسلام صامدا لان فيه من الآليات التي لا توجد في غيره بجمعه بين المرونة والصلابة والقوة والرحمة والحق والمسامحة والروح والمادة.
هذه الثنائية هي سر قوة النظام في الاسلام وهي التي تجعله متوازنا في كل مناحي الحياة وأكبر مثال ما يمر به العالم اليوم من أزمة كورونا فيثبت الاسلام بنظامه الذاتي الرباني قدرته على التعامل مع هذه الأزمة بكل مرونة مع محافظته على الصلابة والقوة مرونة الاسلام تؤكد من جديد انه صالح لكل زمان ومكان وان احكامه لا تخالف التقدم والحضارات بل تستوعبها وأكثر بل نجد أنفسنا أمام دين يعالج الأمور قبل حدوثها ويوجها توجيها صحيحا لكل مشاكل الحياة.
انظر في حالة الرعب التي عمت العالم اليوم جراء انتشار فايروس كورونا وتخبط الكثيرين ومنهم اصحاب ديانات كاليهودية كما هو الحال عند الكيان الاسرائيلي المحتل حيث يتمردون على الحجر الصحي بل ويعتبرونه مخالفا لشريعتهم مما حدا بحكومتهم المزعومة بالفرض الإجباري عليهم وعزلهم عن بقية المدن والأحياء، لماذا لم نسمع من بعض الأصوات الناعقة ضد الاسلام لا يتكلمون عن هذه الظاهرة المتخلفة عند هؤلاء اليهود، ولو حصل مثلها عند المسلمين وبهذا الحجم الكبير لقامت الدنيا ولم تعقد وهم يقولون: انظروا كيف ان الاسلام لا يصلح لكل زمان ومكان، لماذا هذه الأصوات المأجورة خرست عندما كان الامر يتعلق بتخلف هؤلاء اليهود على مسمع ومرأى من العالم، ليعلم الناس ان الذي يثير الاغاليط ضد المسلمين هم اليهود بالدرجة الاولى، كما ان بعض الديانات كالبوذبة قامت بعمل طقوس للخلاص من الفيروس بدون اي اعتبار للأخذ بأسباب الوقاية ولم يجمعوا بين الأسباب الروحية والمادية كما هي الثنائية قي الاسلام.
وانظروا كيف تعامل النظام الرأسمالي مع الحادثة حيث انه قدم الاقتصاد والمال على ارواح مواطنيهم وارواح الناس المقيمين عندهم لنعلم حقيقة الوجه القبيح للنظام الرأسمالي الذين يتبجحون بالحريات وحقوق الإنسان ليظهر ان المال أغلى ما نملك في انظمتهم التي صدعوا رؤوسنا بها وهم يتكلمون عن القيم والأخلاق ليسقطوا في اول امتحان، فتظهر قرصنة الكمامات والأجهزة الطبية في التشيك وايطاليا وألمانيا وأمريكا، وانهيار المنظمومة الأخلاقية لديهم حتى انهم اعتبروا كبار السن كما هي في فلسفاتهم المتعددة والمشهورة انهم منتهوا الصلاحية او ان جاز التعبير بلغتهم ( expired ) فلا يجب علاجهم، كما انهارت المنظومة الثقافية ليبدؤا في بعض الدول الأوروبية بتكسير اجهزة الإرسال لشبكات (5G) في دول أوروبية منها بريطانيا معتقدين بانها السبب في فيروس كورونا.
في حين ان المسلمين لم يجدوا مشكلة في إغلاق المساجد وإيقاف صلاة الجماعة وحتى المساجد التي ينتظرها الناس بفارغ الصبر في شهر رمضان، فكما اثبت الاسلام من قبل قوة نظامه الاقتصادي والاجتماعي والفكري مع ما عصف به من هجوم وتشويه ممنهج، هاهو يثبت اليوم، بل يظهر ان الاسلام قد تعامل مع مثل هذه الأوبئة بتقدمية ومرونته منقطعة النظير وتكيفه مع كل الأحوال العالمية بغاية الدقة والصحة، كما ثبت ان النبي صلى الله عليه وسلم قال قبل أكثر من 1400 سنة قد نهى عن الدخول في ارض فيها الطاعون او الخروج منها او زيارة صحيح لمريض مصاب بالطاعون، وهذا ما يسمى بالتباعد الاجتماعي اليوم، وعملت به كل دول العالم، بل بعض الصحف الأوروبية والأمريكية تتحدث عن أسبقية الأحاديث النبوية في التعامل مع هذه الأوبئة في صحفها العالمية لتثبت صحة ماجاء به الاسلام، فنقول في نهاية هذا المقال هذا اسلامكم العظيم الذي فيه من الأحكام التي تصلح لكل زمان ومكان أكثر من اي نظام او ديانة أخرى فثقوا باسلامكم اكثر من اي شيء اخر .