الاستهتار .. أمر مرفوض اجتماعيا
امجد صقر الكريمين
15-04-2020 05:48 PM
يعد طابع السخرية من الأحداث اليومية، اجتماعيا وسياسيا وغيرها، حالة عامة، تلقى قبولاً من بعض الناشطين، ورفضا من البعض الآخر، لكن في ظل جائحة كورونا يرفض الاستهتار و السخرية من الوباء بكافة أشكالها ، لان الوضع يتطلب تعزيز الأمن الاجتماعي و النفسي لدى مختلف شرائح المجتمع .
وفي الوقت الذي يظهر فيه مواطنين ببعض المناطق في صورة و مشهد حضاري ، يلتزمون منازلهم وينصاعون لتعليمات وتوجيهات حكوماتهم وما يصدر من اومر دفاع ، مازال الوعي والاستهتار يغيب عن البعض ، دونما ادني درجات الأهمية ، بل تجد مجاهرة في عصيان تلك التعليمات و حتى وسائل السلامة والوقاية، ويتعاملون مع الظرف القاهر بصورة الفكاهة .
الخطورة اليوم ، تكمن أن هؤلاء الشاذين عن القاعدة لا يضرون أنفسهم فحسب، وإنما يضرون غيرهم، ويصبحون " قنابل موقوتة " لنقل المرض بين الناس، ويرسخون للعادات السيئة بين المواطنين والتي لم نعتاد عليها في وطنا الحبيب .
اليوم في ظل الدور الاحترافي الذي تقوم مؤسسات الدولة في مواجهة الأزمة، وشفافية في التعامل مع الحالات، وبيانات رسمية متتالية لإطلاع الرأي العام على وقع الحال لحظة بلحظة، بل نجد إدارة حكيمة متابعة من قبل جلالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله و رعاه لكل صغيرة وكبيرة ، وجهود جبارة تبذلها المؤسسات التطوعية والخيرية ، و ناهيك عن دور القوات المسلحة والأجهزة الأمنية التي على مر عمر الدولة دائما تكون جنبا إلى جنب لحماية المواطن ، حجم الوباء يكلف البلاد خسائر مادية كبيرة، لكن الدولة رأت أن كل ذلك
يهون في سبيل الحفاظ وحماية وسلامة المواطنين.
ورغم هذه الجهود الضخمة والمخلصة من الدولة للتعامل مع الأزمة، يبقى الوعي لدى بعض المواطنين غائب، والاستهتار حاضر، والمشاركة في نشر الشائعات والأخبار المغلوطة على السوشيال ميديا موجودة بطريقة تعيق عمل الجهات المختصة .
الأمر برأي جد خطير، ويتطلب منا جميعاً تكاتف والتعاون قبل فوات الأوان، لنحمي أنفسنا وبلادنا من هذا الخطر، الذي يحدق بالجميع دون استثناء، مما يتطلب الوعي المجتمعي، وعدم التورط في نقل الشائعات والأخبار المغلوطة، والتعامل مع الأمر بمحمل الجد، فلا مكان للاستخفاف و الاستهتار في زمن الكورونا.