لعله من الصواب ان نتذاكر مع خلية الازمة عدد من الاستغرابات التي كنا نتوقع ان خلية الازمة تدركها وتعمل على عدم تكرارها , أو انها تأخذ من التجارب وتطبقها لتفادي الوقوع بنفس الخطأ . فالاساس ان تمضي بالاجراءات التي تبعتها منذ البداية حتى نحمي انفسنا من فيروس الكورونا ونحاصر وجوده ونمنع انتشاره والحد من آثاره ،ونحقق للناس ولوجزء ما تفاءلوا به ولو دوائه ,خاصة واننا نفتخر بتقدمنا التقني ووعي مواطننا ,فنحن ما زلنا نغني لخلية الازمة ونزغرد لها ؟ !! وسنبقى كشعب مع الحلول الناجعة ولوكانت قاسية , لاننا نريد ان نحقق قناعتنا بان الاردن وطن الصعوبات وسنتغلب على الفيروس
لقد توافقنا كشعب مع اجراءات خلية الازمة على هذه الاهداف وتحملنا بكل رضى وقبول واحترام كل الاجراءات بما فيها العزل والحجر , ومنع التجول . وراقبنا عن كثب جهود اللجان الوبائية وتقصيها واعدادها , وعمل المستشفايات وابداعاتها , وتابعنا تفاعل مرتبات الجيش والامن وادائها ، وصفقنا لخلية الازمة في اي تقدم ينجز حتى كنا نصلي لانخفاظ اعداد المصابين , متغزلين بالخلية واعضائها وباصحاب القرار وتصريحاتهم , دعما منا وتعزيزا لجهود التي كنا نرمقها يوما بيوم وساعة بساعة ولحظة بلحظة ,متناسين وضع البلاد ومستقبل الاقتصاد والحالة العامة للواطن , قبلنا الحصار والحجر والتزمنا كل الاجراءات , بهدف الخلاص من هذا الفيرس , وأملنا ان الاجراءات تمضي
على افضل ما يكون .
فهل تكرار دخول المملكة عبر الحدود البرية او الجوية او البحرية لاي كان ومهما كانت صفته مسموحة دون التأكد انه خال من الفيروس وحجره لحين التأكد منذلك بالعين واليقين وليس بمجرد فحص الحرارة الذين لا يكشف الحقيقة ولا بكتابة التعهد الذي اثبت فشله ؟ وهل الطلب من بعض السائقين حجر انفسهم في فنادق عمان وعلى نفقتهم ونحن بالامس حجرنا الالاف من العائدين وفي افخم فنادق البحر الميت وعمان وعلى نفقة الحكومة , فهل تقبل خلية الازمات ورئيس الحكومة هذه الازدواجية بدل حجر السائقين المحشورين على حدود في الصحراء دون اي اجراء.
اليس من حقنا ان نتطلع للحالات المشابه السابقة ونتعض بها , ونبدأ التعامل معها بنفس الاسلوب الحجري بدل تركها كما حصل في الرمثا واربد . كيف نسمح لسائق دخل الاردن من دولة مجاورة مصابة بالمرض ونكتفي منه بتعهد ونسمح له الذهاب لمنزله يختلط باهله واقاربه ولنسمح للفيروس بالانتشار بعد ان تم السيطرة عليه . مثله مثل السائق الاخر . ونشغل كل هذه الفرق للبحث والتقصي ، جنبا الى جنب تأجيل ساعة الفرج التي ننتظرها بشغف كبير , فايهما افضل حجر كل القادمين وهم بالعشرات لضمان السلامة , وكنا بالامس نحجز الالاف بيومين او ثلاث ؟؟؟
وماقصة المرافقين للمصابين , فاذا وافقنا مرافقة الاطفال لاغراض ضرورية فلماذا المرافقين للمرضى الاخرين , اليس العزل الطبي يعني عزلا كاملا لا يدخل عليهم غير الاطباء والممرضين ؟
وما قصة عودة الاعراض لاناس خرجوا من المستشفى معافين من الجرثومة وما هي حقيقتها . ؟ وكم هي الحالات التي ظهرت فيها اعراض المرض بعد الحجر مدة 14 يوم , وهل يمكن ان يكون الشخص حامل للمرض هذه الفترة دون ظهور الاعراض بعد ان صرحت منظمة الصحة العالمية بان فترة الحضانه لحد 3 ايام ؟!. وما هي فلسفة العديد من الدول الاروبية والاسكندنافية التي فضلت فكرة( مناعة القطيع ) , ولم تميل الى الحجر الجماعي كما هو في الاردن . ؟
الاستغراب الثاني ، الذي يجب ان يحتل اولوية اخرى يتعلق بالادوية التي جاء شهرها الثاني دون اي تقدم ، خاصة وان المرضى الذين يزيد نسبتهم عن40% من سكان المملكة هم بامس الحاجة لعلاجات الامراض المزمنة خاصة وان مئات الالاف الذين يحتاجوا عناية متوسطووحثيثة من اصجاب عمليات القلب المفتوح والدماغ والرئتين او بحاجة زيارة اطبائهم دوريا , ومن بعد ذلك وصول الادوية لهم اضافة لادوية الضغظ والسكري والكلسترول والمميعات وضيق التنفس , والبروستات , وغيرها .
المواطن لا يهمه من يخرج لينظر علينا ولا يهمه فصاحة الخطباء، او شرح اليات التواصل مع المواطن ، بمقدار وصول الدواء وباسرع وقت ممكن , فخروج احد المسؤولين عن برمجة الخدمات الصحية ووضع اللوم على وزارة الصحة مسالة غير مقبولة على الاطلاق لاننا لا نتحدث عن خدمات وزارة الصحة بمقدار الهيكل الصحي الاردني بالكاممل خاصة واننا نتحدث عن اوضاع طارئة وقانون دفاع , اي ان جميع الكوادر والمؤسسات عامة وخاصة رهن القرار الحكومية وادارة الازمات .
تحملنا ونتحمل من اجل بصيص نور , ولكن ان لا نكرر نفس الخطأ للاننا لا نريد البقاء في مكاننا , فهذا امر يحتاج الى وقفة , خاصة وان الوطن لا يتحمل المزيد من المعاناة والحجر الجماعي والركود الاقتصادي. خاصة واننا مقبلين على شهر فضيل سنمضيه ولاول مرة في البيوت , فهل نحن فعلا ما زلنا في عالم الغيب .؟