facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




الصين تستحق أفضل


د. عادل يعقوب الشمايله
15-04-2020 10:17 AM

وقفت الصين بكل ثبات ومصداقية، ودون مساومة وعقد صفقات، منذ استقلالها، مع القضايا العربية العادلة وخاصة قضية فلسطين. وبعد استرجاع الصين لمقعدها في مجلس الامن الدولي، زادت اهمية الدور الصيني، واصبح أكثر تأثيرا خصوصا وأنها تملك حق الفيتو والذي استخدمته تكرارا كلما طلبت منها الدول العربية ذلك، إنسجاما مع موقفها المبدئي الثابت المناصر للدول العربية والافريقية.

وعلى الرغم من فقرها، خاصة في السنوات الاولى التي تلت استقلالها، قدمت الصين المال والسلاح المجاني والتدريب العسكري في مجال الحرب الشعبية التي تتقنها، والاف البعثات العلمية للفلسطينيين والجزائريين والسوريين والمصريين وحركات التحرر العالمي في جامعاتها.

الصين هي الحليف الرئيسي لباكستان، بل هي من تحمي باكستان من الهند. وهي التي مكنت باكستان من ان تصبح دولة نووية. وهي، مباشرة ومن خلال حليفتها كوريا الشمالية، من أنشأ، وطور صناعة الصواريخ في باكستان والعراق وايران. كما عارضت الصين بشدة كافة القرارات التي اتخذت في مجلس الامن ضد العراق، وكذلك الحرب على العراق وافغانستان واحتلال الكويت. كما ساندت السودان طوال سنوات الحصار.

مكنت التكنولوجيا الصينية والصناعات الصينية ملايين العرب من الحصول والتنعم بمنتجات عصرية منخفضة الثمن، ما كان من الممكن حصولهم عليها بأثمان باهضة من اسواق الدول الغربية.

خلقت التجارة مع الصين التي إغتنمها الفطنون، مئات المليونيرية في الدول العربية بوجه عام والاردن بشكل خاص. حيث ساهمت السوق الصينية والتجارة معها في تحرير الاسواق والمستهلكين من احتكار كبار التجار الذين كانوا قد إستحوذوا على الوكالات العالمية من الشركات الغربية.

اقامت الصين عشرات مشاريع البنية التحتية والطاقة والتصنيع والاسكان في الدول العربية والاسلامية والافريقية، افادت بها اقتصادات تلك الدول وخلقت الاف فرص العمل.

الصين هي من اكبر مستوري البوتاس والفوسفات الاردني وشريك في شركات تصنيع الاسمدة الكيماوية. كما انشأت الصين العديد من الشركات في المناطق الحرة الاردنية.

وفوق كل ما سبق، فهناك للعرب من الصين المزيد. إذ أن الالوف من العرب يعملون في الصين في مجالات الطب والهندسة والتجارة. كما تصنع الصين للمسلمين، كافة ما يلزمهم لممارسة شعائرهم الدينية.

تجاهل البعض كل ما سبق ذكره، واندفعوا بتلقائية ساذجة، بل وغوغائية، مصدقين الانباء والصور المفبركة عن اضطهاد الاقلية المسلمة في الصين. فزخرت مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الاخبارية بالكتابات والمقالات التي تنتقد الصين انتقادا لاذعا، بل وصل الامر الى التشفي بانتشار وباء الكورونا في الصين اولا، معتبرين ذلك إنتقاما إلهيا وعقابا للصين حكومة وشعبا.

واقع الامر، أنه جرى تحشيد واستخدام تجار الدين في الصين، والعديد من الاعلاميين من قبل الدول المنافسة للصين، التي تخوض حربا على مختلف الصعد لوقف تقدم الصين الحثيث الى موقع الصدارة الاقتصادية والعلمية والعالمية في العالم. فقد تم الاستعانة بهؤلاء لتعبئة البسطاء وتجييش مشاعر الكره والرفض لديهم للمطالبة حينا بتطبيق الشريعة واغلاق الخمارات في مقاطعتهم، متناسين أن هذه المطالب غير متحققة في كافة الدول العربية .

وفي احيانا اخرى المطالبة بالانفصال عن الوطن الأم لإنشاء إمارة على غرار إمارة طالبان في افغنستان وامارة الصومال. لم يتوقف الامر هنا ، بل تم الاستعانة بالمسجلين على قائمة الاحتياط من تجار الدين وإعلاميين وبعض الطابور الخامس، الذين هم برسم العمالة لمن يدفع ويسند لهم المهام الشيطانية في الدول العربية والاسلامية المستعدين لخلق الفتن وتجنيد الشباب والتغرير بهم واستخدام المنابر ووسائل الاعلام كطليعة لآلة الدعاية المضاده. أليس من الجنون أن يطالب بضعة ملايين من اكبر دولة في العالم بالانفصال عن دولتهم؟ هل توجد دولة في العالم تقبل بانفصال أحد مقاطعاتها؟

لم تغزو الصين منذ الاف السنين الجزيرة العربية ولا أي ارض اصبحت عربية فيما بعد. ولم تسعى الصين لتغيير الثقافة العربية الاسلامية. بل العكس هو الصحيح. العرب هم من غزوا الصين. والعرب هم من تسبب في نشؤ مكون ثقافي متميز في دينه وعبادته وانماط لباسه وطعامه وسلوكياته ومفرادات لغته وتطلعاته عن بقية الشعب الصيني . الصين لم تستولى على أي ثروات عربية وليس لديها النية لذلك. فالتوسع المكاني ليس جزءا من الثقافة السياسية الصينية على مر العصور.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :