قبل اربعين يوماً رحل الدكتور مازن محمد البشير عن هذه الدنيا دون سابق إنذار... وفجاة...وكما كان يتمنى.

عرفته قبل حوالي ٢٧ سنة من خلال نموذج تحويل لمريض أجنبي وصل إلي فى المدينة الطبية....كان كتاب التحويل الطبي فني بطبيعته لكن المتمعن في طريقة كتابته يستطيع ان يستشف مدى اتقان كاتبه لعمله . أعجبني لدرجة انني هاتفته دون سابق معرفة وفي اليوم التالي ذهبت لزيارته في عيادته لتبدأ منذ ذلك اليوم صداقة فريدة ....ولأدرك ان ( مازن ) تعجب به أكثر كلما عرفته أكثر. تلاقت افكارنا وطموحاتنا في ما يتعلق بتطوير اختصاص طب الاسرة حيث وجدت فيه الشريك الذي كنت ابحث عنه لتحقيق هذا الحلم وجمعنا فورا ايماننا العميق باهمية هذا الاختصاص للأردن .

مازن الطبيب و زميل المهنة كان ولا أكفأ..ترافقنا في جميع مفاصل العمل ، في التدريس والتأهيل والإمتحانات والتخطيط وتاسيس جمعية وعقد المؤتمرات والندوات والإدارة .ولم ار إلا مازن في منتهى الإصرار والنزاهة والشفافية واللياقة في في طرح الراي..

مازن الإنسان  كان ولا اروع واصدق والطف واوفى ...رافقته في كثير من  مفاصل الحياة الاجتماعية ولم أر إلا الإنسان الذي هو صادق صدوق جريء عالي الثقافة وعميق المعرفة والاطلاع والثقافة الإجتماعية ولفت إنتباهي إلمامه بمميزات الحياة في الأردن مدنها وريفها وبواديها ولهجاتها المحكية.

مازن الإبن والأب والزوج والأخ وابن العائلة والمجتمع وكان ولا أحن ولا أوفى ولا أشفق ولا اود ولا ابر..متابع لكل ما يتعلق بذويه.

والكثير الكثير من جوانب مازن والتي يصعب حصرها الآن.

مازن البشير يا صديقي...أدعو الله عز وجل ان ينزل السكينة على قلوب الصابرة والدتك والفاضلة الزميلة زوجتك وأبنائك وإخوتك ..وأن يصبرهم على فراقك مع صعوبته لأنك كنت جزء من كل شيء جميل في حياتهم.

أنا أفتقدك كل يوم يمر....ولو كنت حيا لكان محور حديثنا كعادتنا زاخر بما يجري حاليا...ما احوجني لاحاديثك وعلمك ورأيك وتعليقك وبعد نظرك ودقة تحليلك ومشورتك وأسلوبك الفريد في نقاش عظائم الأمور.

إلى جنات الخلد بإذن الله يا رفيقي وزميلي وصديقي وطبيبي ، ولي في أبنائك وأشقائك ان أرى ملامح من شخصك وشخصيتك وتأثرهم بك.

رحمك الله يا صديقي، يا مازن ،يا أبا محمد. الدكتور الإنسان مازن محمد البشير.