في الوقت الذي تتكاتف فيه جهود مؤسسات الوطن في الحرب ضد وباء كورونا لحماية المواطنين من شر اثاره، ومن اجل المساهمة في الجهد الدولي للقضاء عليه وحماية البشرية منه، فقد حققت مؤسساتنا الوطنية الأردنية الكبيرة وبتوجيهات ومتابعة حثيثة من لدن صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين المعظم الذي اطلق ومنذ بدء ظهور الوباء في الصين الى ضررورة دعوته للعمل على حماية الوطن منه وحماية ابناء الوطن من المقيمين في موطن الوباء فورا وتوجيه الحكومة لاعادتهم الى البلاد دون تأخير ومن يقيم ايضا من ابناء العرب والأجانب الراغبين بمغادرة الصين على نفقة الدولة الأردنية، في خطوة إنسانية رائعة سجلت لجلالته بحبر من الذهب، وباتت مقياسا لحرص القائد على أمن وسلامة شعبه والتضحية بالغالي صونا لأرواحهم،
وكانت توجيهات جلالته السامية الى ابناء شعبه في القطاع العام والخاص الى ضرورة التحرك فورا واتخاذ كل الاجراءات الممكنة لحماية ابناء الوطن، بعد اكتشاف اول حالة في البلاد دون حساب لخسائر او نفقات في سبيل سلامة مواطنيه، ومن هنا جاءت خطوات الحكومة والأجهزة المختلفة وبمتابعة حثيثة واهتمام القائد الأب الحاني، متقدمة وسريعة، وحققت انجازا رائعا في الحد من انتشار المرض وحماية المواطنين غير عابئة بما قد تنفقه او تنخفض من خلاله ايرادات الخزينة وترسخت للناس مبدأ قيمة الإنسان وقدره لدن القائد الأب ألحاني على ابناء وطنه ونفذت مختلف الاجهزة الوطنية وعلى رأسها جيشنا العربي الابي والأجهزة الأمنية التي نفخر بها والفرق الصحية الرائدة في السبق واتخاذ الإجراءات الفاعلة في حماية الموطنين جلة من الاجرءات الوقائية والعلاجية حققت معها تطلعات الملك بالحد من الوباء وانتشاره.
وبسبب بعض اجراءات الوقاية والحد من تفشي الوباء وحماية الأرواح، فقد صدرت قرارات الدفاع المتتابعة والتي ادت الى تعطيل النشاطات الرسمية والخاصة، وتراجعت معها عائدات الخزينة، وازدادت معها نفقات الدولة في مواجهة الوباء، فقد برزت الحاجة الى ضرورة تكاتف ابناء الوطن ومساهمتهم في المجهود الوطني، على مستوى المؤسسات او الأفراد، فأنطلقت عدة مبادرات وطنية وخاصة لدعم مجهود الدولة في مواجهة الوباء مما يملي على ابناء الوطن كافة داخل الوطن اوخارجه ومن المقتدرين منهم خاصة المساهمة بهذه "المعركة الوطنية" لتكون عنوانا ومقياسا لانتمائهم لهذا الوطن الذي قدم لهم الكثير، وحان فيه اليوم وقت رد الجميل للوطن الغالي ودعم مجهوده في هذه المعركة الصعبة.
ولما كانت اجراءات الحظر قد مست الغالبية من ابناء الوطن المعتمدين على نشاطهم اليومي في الحصول على الدخل ولما كانوا يعانوه اصلا، فإن هذا يملي علينا جميعا المساهمة بالقدر الذي نستطيع لسد احتياجاتهم وتوفير ما يساعدهم على تخطي هذه الأزمة بمشيئة الله في كرامة واحوال انسانية طيبة.
وعلى هذا جاءت مبادرة مجلس النواب وعملا واسترشادا بتوجيهات جلالة الملك القائد ، بالمساهمة بهذا الجهد ، فقد قرر مجلس النواب اقتطاع ثلث رواتب أعضاء المجلس كافة طوال فترة مقاومة الوباء ومدة المجلس، ومن هنا ، يناشد اعضاء المجلس ابناء الوطن كافة ومن المقتدرين من اصحاب الدولة والمعالي والعطوفة والسعادة وكبار موظفي الدولة من العاملين والمتقاعدين والقطاع الخاص المساهمة بهذا الجهد الوطني العظيم مقياسا وترجمة لولائهم وانتمائهم لتراب هذا الوطن الطاهر واسناد المجهود الوطني لحماية الوطن وصون ارواح مواطنيه بما يحقق التكافل والتضحية والمشاركة بهذا الجهد .
حفظ الله الوطن حرا ابيا قويا .. وحفظ قيادته الكريمة الرائده والمعطاءة .. وحفط الشعب والأمة والإنسانية جمعاء .