سبحان الحي الذي لا يموت, وها نحن البشر جميعنا فرارا "بضم الفاء" من الموت طلابا للنجاة وبأي ثمن من فيروس متناهي الصغر يحوم الكوكب كله, ليس أمام سطوته صغير أو كبير, غني أو فقير , حاكم أو محكوم, فالكل في نظر الجائحة سواء بسواء.
سبحان الله أحسن الخالقين وأكرم الأكرمين, سبحان من حجر البشر جميعا وحشر البشر جميعا وسيحشرنا يوم الحساب لنلقى الجزاء خيرا أو شرا, وفقا لما جنت أيدينا وما حصدت ألسنتنا وما فعلنا في حياة أرادها جنة على الأرض فأفسدناها وسفكنا فيها الدماء وظلم قوينا ضعيفنا .
سبحان من زين لنا إطالة لحانا والإبتعاد عمن نحب والجم ألسنة الخلق المؤمنين عن قول باطل ووضعنا كلنا شرقا وغربا شمالا وجنوبا في مركب واحد بمقدور واحد منا أن يضع رقاب الملايين في متناول سكين ما سمي بكورونا .
سبحان من جعلنا بإنتظار تقارير الأخبار لنعرف عدد الإصابات فإن كثرت تشاءمنا وخفنا وإن قلت إرتحنا قليلا ومؤقتا بإنتظار معرفة حصيلة اليوم التالي .
سبحان القائل عز من قائل " وهو القاهر فوق عباده " وسبحانه إذ يقول " لكل نبأ مستقر وسوف تعلمون ", وها كل صاحب عقل وبصر وبصيرة يعلم أن لا مفر منه جلت قدرته إلا إليه , وأن لا نجاة من سخطه في الدنيا وفي الآخرة إلا بإلتزام أوامره ونواهيه .
أي يا إبن آدم عش في هذه الحياة الدنيا " محترما " بكل ما في ذلك من معنى فستلقى الله بقلب سليم , وكن غير ذلك فستلقى شقاء الدنيا وعذاب الآخرة حتى لو كنت ترليونيرينا في أموالك , وستفوز بالإثنتين معا حتى لو كان رزقك يوما بيوم .
ختاما لست واعظا , لكنني أؤمن بقوله تعالى " قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون " . فقط خذوا بالأسباب وعليه توكلوا وإليه توبوا توبة نصوحا وإنتظروا منه سبحانه كل خير, دنيا وآخرة معا . وهو القاهر فوق عباده من وراء قصدي.