لماذا عليك تعليم أطفالك كتابة مذكراتهم؟
14-04-2020 04:20 PM
عمون - عندما يتطلع المؤرخون في المستقبل إلى كتابة قصة حياتنا الحالية مع جائحة فيروس كورونا، قد تكون المذكرات التي يكتبها المراهقون والأطفال هي الأساس الذي ينبني عليه جزء من هذا التاريخ.
عادة، لا يتم سرد التاريخ من قبل كبار الشخصيات في العصر، حتى لو كانوا بعضا من شخصياته الرئيسية. ولكن غالبا ما يتم إعادة بنائه من لقطات الحياة العادية، ومن معاناة مكتوبة بخط اليد، كرسالة كتبها جندي في الجبهة.
تقول جين كامنسكي، أستاذة التاريخ الأميركي بجامعة هارفارد ومديرة هيئة التدريس بمكتبة شليسنجر في معهد رادكليف -في مقال بنيويورك تايمز- "إن اليوميات والمراسلات معيار ذهبي، إنهما من بين أفضل الأدلة التي لدينا عن عوالم الناس الداخلية".
لذا ينبغي تشجيع أطفالك على كتابة يومياتهم، ولا سيما في الوقت الحالي، حيث إننا نعيش لحظة تاريخية قد لا تتكرر إلا كل مئة عام أو أكثر، كما أن كتابة اليوميات لها فوائد تعليمية كبيرة.
ووفقا لنتائج المسح الصادر عن مؤسسة ناشونال ترست في كانون الأول 2015، فإن خُمس الأطفال والشباب من عينة قوامها 3259 شخصا، تتراوح أعمارهم بين 8 و16 عاما، يكتبون مذكراتهم في أوقات الفراغ.
وتمثل الفتيات ثلاثة أضعاف الأولاد ممن يكتبون مذكراتهم، كما أن التلاميذ الذين تتراوح أعمارهم بين 8 و11 عاما يكتبون مذكراتهم بمعدل أكبر ثلاث مرات من الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و16 عاما.
وكشف التقرير كذلك أن هناك صلة بين كتابة اليوميات وتحسن الكتابة بشكل عام. فمن بين الذين يكتبون في مذكراتهم مرة واحدة على الأقل في الشهر، فإن 5.5% فقط يكتبون بشكل ضعيف أقل من المتوقع، في حين أن 67.4% يكتبون بشكل جيد عند المستوى المتوقع منهم، بينما 27.1% يكتبون فوق المستوى المتوقع.
ووفقا لموقع "سكوول رن"، فإنه توجد عدة أسباب تجعل كتابة اليوميات مفيدة للأطفال.
المذكرات تحسّن كتابة الأطفال
تعدّ كتابة اليوميات طريقة رائعة لجعل الأطفال يكتبون خارج المدرسة، وعادة ما يتحسن الطلاب ممن يحتفظون بمذكرات يومية في الكتابة بشكل عام، حتى لو بمقدار ضعيف.
تقول كلير أرغار مديرة البرامج في "ناشونال ليترسي ترست"، إن الكتابة تحسّن من مهارات الأطفال، إذ إن أي شيء يكتبه الأطفال خارج المدرسة هو ممارسة جيدة ينبغي تنميتها.
حرية اختيار ما يكتب
ونادرا ما يكون لدى الأطفال داخل الفصل الدراسي الكثير من الخيارات بشأن ما يكتبون عنه، بل يتم إملاء الموضوع دائما من قبل معلمهم. أما كتابة اليوميات، فهي تمنح الأطفال الحرية الكاملة، وعندما يكتب المرء عن نفسه بدلا من كتابة شيء ما يجب تسليمه، فإن الأمر يكون أكثر متعة.
تحسين الكتابة اليدوية
مع قضاء الأطفال الكثير من الوقت في استخدام الحواسيب والتكنولوجيا الأخرى داخل المدرسة وخارجها، فإن الكتابة اليدوية أصبحت فنا مفقودا، بالرغم من أنها لا تزال مهارة أساسية.
تقول كلير "على الرغم من وجود الكثير من الفرص للاحتفاظ بمذكرات إلكترونية، ككتابة مدونة مثلا، فإن معظم الأشخاص الذين يكتبون مذكراتهم يفعلون ذلك يدويا، لذا فهي ممارسة خطية جيدة لطفلك".
التعبير عن العواطف
مع تزايد مشاكل الصحة العقلية لدى الأطفال في سن المدرسة الابتدائية، فإن تعلم كيفية التعبير عن العواطف هو مهارة حياتية حيوية. تقول كلير إن "كتابة اليوميات طريقة رائعة للأطفال لمعالجة أفكارهم والتعبير عن مشاعرهم".
تعلم الإبداع
الاحتفاظ بيوميات لا يقتصر على كتابة الكلمات، فعشاق كتاب "يوميات ويمبي كيد" يعرفون أنه يمكن رسم المذكرات أيضا، فكتابة اليوميات لا تتعلق فقط بتدوين الحقائق على الورق، بل يمكن أن تكون إبداعية وخلاقة أيضا.
و"يوميات ويمبي كيد" هي سلسلة من تسع روايات ألفها الكاتب الأميركي جيف كيني، تحكي عن الفتى غريغ هيفلي الذي يكتب يومياته المدرسية ومغامراته مع أصدقائه وعائلته وتفاصيل حياته اليومية المضحكة.
شجعي طفلك في خطوات
أهدي طفلك مفكرة لكتابة يومياته، فإن وجود مذكرات خاصة بهم يمكن أن يحفز الأطفال على الكتابة من أجل المتعة، وإذا كان طفلك مترددا، فقد يكون دفتر الملاحظات الجميل خيارا أفضل من اليوميات التي تحتوي على تواريخ قد تضعهم تحت ضغط الكتابة يوميا.
استخدمي الكتب نموذجا يمكن أن توفر -للأطفال الأكبر سنا- الإلهام من أجل البدء في الاحتفاظ بمفكرة، وجربي اليوميات التاريخية والواقعية.
دعيهم يجربوا، ووفري لهم مجموعة مختارة من القرطاسية مثل الأقلام الملونة والملصقات، حتى يتمكنوا من الإبداع في تصميم اليوميات الخاصة بهم.
لا تضعيهم تحت الضغط، إذ لا يهم أن يكتبوا كل يوم، ولا يهم حجم الكتابة، بل يمكن الاكتفاء ببضع جمل فقط.
ما لم تكن لديك مخاوف محددة بشأن سلامة طفلك، فلا تتطفلي على يومياته، فالنقطة الأساسية هي أن يتمكنوا من الكتابة لأنفسهم، وليس للآخرين.(وكالات)