بعد النجاح الفني الذي حققته وزارة التربية والتعليم وشركائها عبر منظومتها في التعليم عن بعد ، بغض النظر عن العقبات والتحديات فقد دأبت وعلى لسان معالي وزير التربية والتعليم الدكتور تيسير النعيمي الى طمأنة الرأي العام باستمرارية التعليم رغم كل الظروف والأحوال ، اضافة لتنفيذ خطة تفاعلية إلكترونية محكمة لتدريب المعلمين عبر الشبكة لتطبيق عملية التعلم عن بعد والتواصل مع الطلاب عبر المنصات الإلكترونية الجديدة ، والتي لم تات الا بجهود استثنائية كانت قد حققت من خلالها وزير التربية والتعليم نجاحات عديدة على مدى عدة سنوات ، خلصت إلى أن يكون لديها بنية تكنولوجية سمحت بتشغيل منصات الكترونية بمجرد تطبيق قرار تعليق الدراسة ، حيث تحركت الوزارة فوراً بالاستعانة بكوادرها المهيئة والمدربة للتحول نحو التعليم عن بعد ، بعد مراجعة مخزونها الرقمي المعرفي ومخزون شركائها الفاعلين ، وتم ترتيبه ورفعه بجهود وطنية خالصة ، وبشكل سمح لأن يتابعه مجتمع التربية والتعليم في الاردن والعالم بيسر وسهولة .

أن الجهود الحثيثة لوزارة التربية والتعليم كانت منصبة على تطوير المنظومة التعليمية وتحقيق أفضل معايير الجودة في التعليم تحقيقاً لأجندة الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية ورؤيتها فيما يخص ذلك ، ليأتي التغيير مواكباً للمستجدات التعليمية ، والتي تطلبت ايضاً السعي لإيجاد نظام تقييم معياري مستند إلى أفضل الممارسات العالمية والمعايير الدولية في استخدام نتائج التقييم في المتابعة والتقويم وتحسين نوعية التعليم ، فأصبحت الحاجة ضرورية نحو التحول الرقمي في مجال تكنولوجيا التعليم ، والذي يأتي استجابة لمتطلبات العصر وتلبية لعملية التطوير الشاملة للتعليم في الاردن والسعي لتوفير معلومات لصناع القرار وللقيادات التعليمية عن كامل المنظومة التعليمية لاتخاذ القرارات الضرورية لتحسين النظام التربوي باساليب تقنية حديثة ، فضلا عن الحاجة الى تقنيات القياس التربوي الحديثة بما في ذلك استخدام البرامج التفاعلية التي تعمل بطريقة المواءمة والمحاكاة للتمكن من تقديم نماذج تسهم في تسهيل عملية التعليم والتعلم وتصل بالطالب نحو محطات تقيمية نهائية لكل سنة دراسية تمكنه من العبور إلى المرحلة الدراسية الاعلى ، ويمكن اعتمادها كنتائج سنوية رسمية .

كل ما سبق يقودنا الى ضرورة العمل على انتهاج طريقة جديدة ذات مضمون رقمي الكتروني ونحن نعيش هذه الظروف بفعل جائحة كورونا التي تحتم اطلاق منظومة اختبارات وطنية الكترونية يمكن اعتبارها قاعدة لمشروع وطني للاختبارات الإلكترونية يمكن بناؤها وفق معايير وطنية اعتمادا على مواصفات عاليه ، لتكون قادرة على قياس قدرات الطلاب بشكل يمكنهم من استمرارية تعلمهم وفق المعايير المعتمدة ، وهذا يقودنا إلى ضرورة استحداث نظام الكتروني خاص بالاختبارات الإلكترونية يتم تطبيقه بشكل تجريبي في هذه الظروف لمعرفة مواطن القوة والضعف وتحديد أوجه الدعم الفني ، ذلك ما يضمن طريقة فعالة لمراجعة مستويات التقدم في نظام الامتحانات والاختبارات عموما ومن خلال النتائج يمكن الحصول على مصدر معلومات موثوق بشأن مواطن القوة في النظام ، والجوانب التي تستوجب التحسين ، علاوة على تمكن القائمين من متابعة تطور الجانب الفني والأكاديمي باقتدار ومسؤولية .

اننا نعي تماما أن ليس من السهل بناء منظومة امتحانية متكاملة للاختبارات الرقمية الإلكترونية ، ذلك انها تحتاج الى كل الجهود التقنية الجبارة من كل الفاعلين على نحو هندسي تكنولوجي ، لتكون نواة مشروع اختباري تربوي وطني ، يشكل ثمرة جهود مستمرة ودؤوبة وتعاون وثيق بين مختلف قطاعات وادارات وزارة التربية والتعليم مربوطة بإدارة الامتحانات والاختبارات تكون نتاج خبرات واسعة في تطبيق أنواع مختلفة من تقييمات الطلبة ، علاوة على مشاركة ودعم واسع من مؤسسات تعليمية وطنية عديدة تسهم بكفاءاتها التربوية والاكاديمية في بلورة معايير الاختبارات الإلكترونية ، التي تأتي في سياق قناعات مبنية على أسس ومعايير تتمثل بوجود نظام وطني للاختبارات يقيس مهارات ومستويات الطلبة على أسس معيارية ، ما يمكن وزارة التربية إلى الخروج باختبارات عصرية تتناسب مع نظام التعليم الطموح الذي نسعى إليه ، ليقود أبناءنا إلى التميز خاصة ضمن كل الاحوال والظروف ، وبشكل يتسق مع أجندة الوزارة والطموحات المستقبلية في توفير منصة اختبارات مهيأة وممكنة في إطار التوجهات نحو مجتمع اقتصاد المعرفة المستدام ، وهذا يأتي في ظل الحاجة الماسة لمنظومة اختبارات مثالية تشكل صورة واضحة ومتكاملة عن نتائج الطلبة .

بقي أن أقول ان الامتحانات الإلكترونية التي نريدها يمكنها ان تسهم في تحقيق طفرة في تغيير نظام التقدير والتقييم وتطويره اضافة إلى ما يتعلق أيضا بنظام التصحيح بالتحول إلى التصحيح إلكترونى عبر شبكة الإنترنت وذلك بتقديم منصة تقييم وتصحيح امتحانات مبتكرة وضمن المنظومة ذاتها ، تعمل على قياس قدرات الطلاب بطريقة دقيقة ومتوازنة ، كما ويقدم شكلاً جديدًا للأسئلة المفتوحة التى تهدف إلى قياس قدرة الطالب على الفهم والتعلم قبل أن ينتقل إلى سنة دراسية أعلى أو تحديد مستقبله المهنى ، مع الدعاء لرب السماء بان يبارك العمل ولا ينقطع العطاء ..

وللحديث بقية

والله ولي التوفيق