هيفاء البشير والدة الدكتور مازن تسطر نعيًا في اربعينيتههيفاء البشير
14-04-2020 01:48 PM
صبرٌ جميلٌ واللهُ المُستعان، اليومُ تصادف ذكرى مرور ٤٠ يوماً على وفاة أغلى الغوالي؛ إبني " د. مازن "، الذي ترجّلَ عن صهوةِ جوادهِ وهو في قمّةِ عطائه، حيث ارتقت روحُهُ إلى عليائها، كما ارتقى في مهنةِ الطبّ لأقصى درجاتِ السموّ الإنساني، وما يُخفّفُ عنّي قسوةَ الموت وحسرةَ الفقدان، إلاّ الإيمان بقضاءِ اللهِ وقدرِه، وما أحسَسنا به أنا وزوجة وأبناء وأشقّاء "مازن" من دفءٍ يفوقُ الوصف، ممّن تقاسموا معنا تجربةَ ما مرَرنا به، بدءًا بجلالةِ الملك وجلالةِ الملكة ووليّ العهدِ والأسـرة الهـاشميـة والأردنيـة، أهـلٌ وأصــدقـاء، مُحـبّـون وزمـلاء، وفيمـا تركــهُ لنــا مِن إرثٍ من قصصٍ وذكرياتٍ كان فيها مثالاً للأخلاق والعطاء، ونكرانٍ للذات، والالتزام بشرفِ قَسَم مهنةِ الطب، التى أتقنها وبرعَ فيها ارتقاءاً والتزاماً في التخفيفِ من مُعاناةِ كلّ من احتاجَه، وأتقنَ جبرَ الخواطر للمرضى وأهليهم، وهذا ما تأكّد لي مراراً عندما كنت أُزيّنُ صدري بأكاليل من الفخر، عند سماعي ارتقاءه بمهنيّته وتميّزه بعملهِ وبحياته الشخصية، التي لم يكن ينتظرُ منها يوماً مغنماً –زاهداً محتسباً ذلك لوجه الله- كما لم يبحث عن أيّ مردودٍ مادّيٍ أو معنوي، وقصصٌ أكثرُ منها بكثير، اطلعتُ عليها بعد وفاته رُويت لنا، ورائحةُ عطرها يفوحُ بيننا، وعلى لسانِ من اختبره، وستُشَكّلُ ذكراهُ الزكيّة مجالَ فخرٍ واعتزازٍ لأبنائهِ وأبنائِهم من بعد كما لمُحبيّه، وكلّ من عرَفَه، وبما نُطفيءُ بهِ جذوةَ الاشتياق، ويبرّدُ جرحَ القلب، كما أنّه كانَ باراً بي، خِلاً ودوداً، أحسنَ لي، رعاني في مكبري، كما كان طائعاً ومُحبّاً وسنداً لي بعدَ وفاةِ والدِه، وكنتُ وما زلتُ وسأبقى راضيةً عليه من كلِّ قلبي، كما وأنشدُ وأدعو دومَاً رضى ربّ العالمين عليه ورحماته، كما تركَ لنا في أبنائِهِ من بعدهِ معدنَ صفاته، وجميلَ سجاياه، ما يُكملُ سيرَتَهُ ومسيرَتَهُ ويعوّضُ علينا بفقدانه.
|
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة